نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 54
يستفاد منه مدح العقل و العقلاء و ذم الجهل و الجهلاء و ما يدلّ على مدح القلّة و ذم الكثرة و تحلية أولو الألباب بأحسن حلية.
ثم قال: «يا هشام، إنّ اللّه تعالى يقول في كتابه: إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَذِكْرىٰ لِمَنْ كٰانَ لَهُ قَلْبٌ[1] يعني عقل، و قال: وَ لَقَدْ آتَيْنٰا لُقْمٰانَ الْحِكْمَةَ[2] قال: الفهم و العقل.
يا هشام، إنّ لقمان قال لابنه: تواضع للحقّ تكن أعقل الناس، و إنّ الكيّس لدى الحق يسير [3]. يا بني، إنّ الدنيا بحر عميق قد غرق فيه عالم كثير، فلتكن سفينتك فيها تقوى اللّه، و حشوها الإيمان، و شراعها التوكّل، و قيّمها العقل، و دليلها العلم، و سكّانها الصبر.
يا هشام، إنّ لكلّ شيء دليلا، و دليل العقل التفكّر، و دليل التفكّر الصمت، و لكلّ شيء مطيّة، و مطيّة العقل التواضع. و كفى بك جهلا أن تركب ما نهيت عنه.
يا هشام، ما بعث اللّه أنبياءه و رسله إلى عباده إلّا ليعقلوا عن اللّه تعالى، فأحسنهم استجابة أحسنهم معرفة، و أعلمهم بأمر اللّه أحسنهم عقلا، و أكملهم عقلا أرفعهم درجة في الدنيا و الآخرة.
يا هشام، إنّ للّه على الناس حجّتين: حجّة ظاهرة و حجّة باطنة، فأمّا الظاهرة فالرّسل و الأنبياء و الأئمة، و أما الباطنة فالعقول.
يا هشام، إنّ العاقل الذي لا يشغل الحلال شكره، و لا يغلب الحرام صبره.
يا هشام، من سلّط ثلاثا على ثلاث فكأنّما أعان على هدم عقله: من أظلم نور تفكّره بطول أمله، و محا طرائف حكمته بفضول كلامه، و أطفأ نور عبرته بشهوات نفسه، فكأنّما أعان هواه على هدم عقله، و من هدم عقله أفسد عليه دينه و دنياه.
يا هشام، كيف يزكو عند اللّه عملك، و أنت قد شغلت قلبك عن أمر ربك، و أطعت هواك على غلبة عقلك!
يا هشام، الوحدة علامة قوة العقل فمن عقل، عن اللّه اعتزل أهل الدنيا و الراغبين