«و السخاء» له مراتب أعلاها بذل المهجة في سبيل اللّه، ثم الإيثار: و هو البذل مع الحاجة، و مقابله الإمساك عن نفسه مع حاجته، و هي غاية اللؤم، امتحن اللّه قلبه و شرحه و وسعه بالتصفية و التخلية [2] للإيمان (لنور الإيمان)، و هو العلم التحقيقي اللدنّي بمعرفة العقل و جنوده، لأنه إذا عرف العقل و جنوده عرف الجهل و جنوده، لأن الأشياء إنّما تعرف بأضدادها.
«و مجانبة الجهل و جنوده» إذا جونب الجهل و جنوده حصل العقل و جنوده، لأنّ التجلية و التحلية يستلزمان التخلية، و الأول إشارة إلى العلم، و الثاني إشارة إلى العمل.
باب الفضل و العقل
[المتن]
[3] 1. الكافي: عن الكاظم (عليه السلام) قال لهشام بن الحكم: «يا هشام، إن اللّه تبارك و تعالى بشّر أهل العقل و الفهم في كتابه فقال: فَبَشِّرْ عِبٰادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولٰئِكَ الَّذِينَ هَدٰاهُمُ اللّٰهُ وَ أُولٰئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبٰابِ[3].
يا هشام، إنّ اللّه تبارك و تعالى أكمل للناس الحجج بالعقول و نصر النبيّين بالبيان، و دلّهم على ربوبيّته بالأدلّة». ثم تلا (عليه السلام) الآيات [4] التي تدلّ أهل العقل على معرفة اللّه سبحانه و ما
[4]. الآيات: النحل (16): 12 و غافر (40): 67 و الجاثية (45): 5 و الحديد (57): 17 و الرعد (13): 4 و الروم (30): 24 و الأنعام (6): 151 و الروم (30): 28 و الأنعام (6): 32 و الصافات (37): 136- 138 و العنكبوت (29) 34 و 35 و 43 و البقرة (2): 170 و 171 و يونس (10): 42 و الفرقان (25): 44 و الحشر (59):
14 و الأنعام (6): 116 و لقمان (31): 25 و العنكبوت (29): 63 و سبأ (34): 13 و ص (38): 24 و غافر (40): 28 و هود (11): 40 و الأنعام (6): 37 و الأعراف (7): 131 و الأنفال (8): 34 و يونس (10): 55 و القصص (28): 13 و 57 و الزمر (39): 49 و الدخان (44): 39 و الطور (52): 47 و المائدة (5): 103 و البقرة (2): 269 و آل عمران (3): 7 و 190 و الرعد (13): 19 و الزمر (39): 9 و ص (38): 29 و غافر (40): 53- 54.
نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 53