responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 55

فيها و رغب فيما عند اللّه و كان اللّه، آنسه في الوحشة، و صاحبه في الوحدة، و غناه في العيلة، و معزّه من غير عشيرة.

يا هشام، نصب الحقّ لطاعة اللّه، و لا نجاة إلّا بالطاعة، و الطاعة بالعلم، و العلم بالتعلّم، و التعلّم بالعقل يعتقد، و لا علم إلّا من عالم ربّاني، و معرفة العلم بالعقل.

يا هشام، قليل العمل من العالم مقبول مضاعف، و كثير العمل من أهل الهوى و الجهل مردود.

يا هشام، إنّ العاقل رضي بالدّون من الدنيا مع الحكمة، و لم يرض بالدّون من الحكمة مع الدنيا، فلذلك ربحت تجارتهم.

يا هشام، إنّ العقلاء تركوا فضول الدنيا فكيف الذنوب، و ترك الدنيا من الفضل و ترك الذنوب من الفرض.

يا هشام، إنّ العاقل نظر إلى الدنيا و إلى أهلها فعلم أنها لا تنال إلّا بالمشقّة، و نظر إلى الآخرة فعلم أنها لا تنال إلّا بالمشقّة، فطلب بالمشقّة أبقاهما.

يا هشام، إنّ العقلاء زهدوا في الدنيا، و رغبوا في الآخرة، لأنّهم علموا أنّ الدنيا طالبة مطلوبة، و أن الآخرة طالبة مطلوبة، فمن طلب الآخرة طلبته الدنيا حتى يستوفي منها رزقه، و من طلب الدنيا طلبته الآخرة، فيأتيه الموت فيفسد عليه دنياه و آخرته.

يا هشام، من أراد الغنى بلا مال، و راحة القلب من الحسد، و السلامة في الدّين فليتضرّع إلى اللّه في مسألته بأن يكمل عقله، فمن عقل قنع بما يكفيه، و من قنع بما يكفيه استغنى، و من لم يقنع بما يكفيه لم يدرك الغنى أبدا.

يا هشام، إنّ اللّه تعالى حكى عن قوم صالحين أنّهم قالوا: رَبَّنٰا لٰا تُزِغْ قُلُوبَنٰا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنٰا وَ هَبْ لَنٰا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهّٰابُ [1]. حين علموا أنّ القلوب تزيغ و تعود إلى عماها و رداها، إنّه لم يخف اللّه من لم يعقل عن اللّه، و من لم يعقل عن اللّه لم يعقد قلبه على معرفة ثابتة يبصرها و يجد حقيقتها في قلبه، و لا يكون أحد كذلك إلّا من كان قوله لفعله مصدّقا، و سرّه لعلانيته موافقا، لأنّ اللّه تبارك اسمه لم يدلّ على الباطن


[1]. آل عمران (3): 8.

نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست