نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 13
ترغيب الناس و حثّهم على كتابة الحديث و نقله، فقد أوصى الحسين (عليه السلام) الناس في خطبته التي ألقاها عليهم بمكّة بكتابة الحديث.
و قال: «اسمعوا مقالتي و اكتبوا قولي، ثمّ ارجعوا إلى أمصاركم و قبائلكم فمن أمنتم من الناس و وثقتم به، فادعوهم إلى ما تعلمون من حقّنا فإنّي أتخوّف أن يدرس هذا الأمر و يذهب الحقّ و يغلب وَ اللّٰهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكٰافِرُونَ ... [1]».
و حين وجد الإمام السجّاد (عليه السلام) المجتمع الإسلامي بعد واقعة كربلاء ضحيّة الخوف و اليأس حتّى لم يجد من يعلّمه و ينقل إليه علمه، لم يتوان عن أداء واجبه التربوي، بل ضمّن أدعيته مواضيع عميقة و مضامين قيّمة إلى الامّة الإسلامية عموما و الشيعة خصوصا. لقد أبدع هذا الإمام بأدعيته و مناجاته في الصحيفة السجّادية و رسالة الحقوق و مناسك الحجّ و الجامع في الفقه. رويت هذه المؤلّفات بواسطة الإمام محمّد الباقر (عليه السلام) و زيد الشهيد و أبي حمزة الثمالي [2].
كما قام جماعة من أبناء الإمام السجّاد (عليه السلام) مثل الإمام الباقر (عليه السلام)، و زيد الشهيد، و عدد من خواصّه مثل ثابت بن دينار المعروف بأبي حمزة الثمالي، و سعيد بن جبير، و سعد الإسكاف، و سعد الخفّاف، و مالك بن عطيّة الأحمسي بتصنيف كتب في التفسير و الحديث [3].
ب. المرحلة الثانية: بداية تدوين الحديث عند الشيعة من زمن الإمام الباقر (عليه السلام) و بلوغه الذروة في زمن الإمام الصادق (عليه السلام) ثمّ تتضاءل وتيرته بالتدريج في عهد الأئمّة التالين. لقد وافق زمن الإمام الباقر و الصادق (عليهما السلام) عصر الصراع بين الامويين و العبّاسيين على الخلافة و السلطة، ممّا أتاح الفرصة لهذين الإمامين لفتح حلقات دراسية و ندوات البحث و المناظرات. فقاموا بتعليم و تربية الكثير من التلاميذ، و عكفوا على نشر المعارف القرآنية و نقل الأحاديث و إشاعة الثقافة الإسلامية.
فبالإضافة إلى تصدّي الإمام الباقر (عليه السلام) شخصيّا لكتابة و تدوين مؤلّفات مثل: تفسير