responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 113

137-[عقيل بن علفة و بناته‌]

و قيل لعقيل بن علّفة: لو زوّجت بناتك!فإنّ النساء لحم على و ضم إذا لم يكن غانيات!!قال: كلا، إنّي أجيعهنّ فلا يأشرن، و أعريهنّ فلا يظهرن‌ [1] !!فوافقت إحدى كلمتيه قول النبي صلى اللّه عليه و سلم و وافقت الأخرى قول عمر بن الخطاب؛ لأن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «الصّوم وجاء» [2] . و قال عمر: استعينوا عليهنّ بالعري. و قد جاء في الحديث:

«و فروا أشعارهن فإن ترك الشعر مجفرة» [3] . و قد أتينا على هذا الباب في الموضع الذي ذكرنا فيه شأن الغيرة، و أوّل الفساد، و كيف ينبت، و كيف يحصد.

138-[ميول الخصيان‌]

و قد رأيت غير خصيّ يتلوّط، و يطلب الغلمان في المواضع، و يخلو بهم و يأخذهم على جهة الصداقة، و يحمل في ذلك الحديد، و يقاتل دون السخول، و يتمشى مع الشطّار.

و قد كان في قطيعة الربيع خصيّ أثير عند مولاه، عظيم المنزلة عنده؛ و كان يثق به في ملك يمينه، و في حرمه من بنت و زوجة و أخت، لا يخصّ شيئا دون شي‌ء، فأشرف ذات يوم على مربد له، و في المربد غنم صفايا، و قد شدّ يدي شاة و ركبها من مؤخّرها يكومها، فلمّا أبصره برق و بعل‌ [4] و سقط في يديه، و هجم عليه أمر لو يكون رآه من خصيّ لعدوّ له لما فارق ذلك الهول أبدا قلبه، فكيف و إنّما عاين الذي عاين فيمن كان يخلفه في نسائه من حرمه و ملك يمينه. فبينما الرجل و هو واجم حزين، و هو ينظر إليه و قد تحرّق عليه غيظا إذ رفع الخصيّ رأسه، فلمّا أثبت مولاه مرّ مسرعا نحو باب الدار ليركب رأسه، و كان المولى أقرب إلى الباب منه، فسبقه إليه، و كان الموضع الذي رآه منه موضعا لا يصعد إليه، فحدث لشقائه أمر لم يجد مولاه معه بدّا من صعوده، فلبث الخصيّ ساعة ينتفض من حمى ركبته ثم فاظ، و لم يمس إلاّ و هو في القبر.

و لفرط إرادتهم النساء، و بالحسرة التي نالتهم، و بالأسف الذي دخلهم، أبغضوا


[1] عيون الأخبار 4/78، و الأغاني 12/259، و ربيع الأبرار 5/283، و ذيل الأمالي 106.

[2] النهاية 5/152.

[3] النهاية 1/278 «صوموا و وفروا أشعاركم فإنها مجفرة» أي مقطعة للنكاح، و نقص للماء.

[4] بعل: دهش فلم يدر كيف يصنع. اللسان: بعل 11/59.

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست