responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحسين و بطلة كربلاء نویسنده : مغنية، الشيخ محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 39

تخاذلون، أجل و اللّه، الخذل فيكم معروف، و شجت عليه أصولكم، و تآزرت عليه فروعكم، و ثبتت عليه قلوبكم. و غشيت صدوركم، فكنتم أخبث ثمرة:

شجي للناظر، و أكلة للغاصب.

ألا و إنّ الدعيّ ابن الدّعيّ قد ركز بين اثنتين بين السّلّة و الذّلّة، و هيهات منّا الذّلّة، يأبي اللّه لنا ذلك و رسوله و المؤمنون، و جدود طابت، و حجور طهرت، و أنوف حميّة، و نفوس أبيّة، لا تؤثر طاعة اللّئام على مصارع الكرام .. [1].

أما و اللّه لا تلبثون بعدها إلّا كريثّما يركب الفرس، حتّى تدور بكم دور الرّحي، و تقلق قلق المحور، عهد عهده إليّ أبي عن جدّي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله):

فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَ شُرَكاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَ لا تُنْظِرُونِ‌ [2]؛ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَ رَبِّكُمْ ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى‌ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‌ [3].

و قال الحسين، حين بلغه مقتل ابن عمّه مسلم: «و أيم اللّه لتقتلني الفئة الباغية، و ليلبسنّهم اللّه ذلا شاملا، و سيفا قاطعا» [4].

ليس هذا القول تنبأ بالصّدفة، و أخذا من مجرى الحوادث. كلّا، و إنّما هو كما قال الإمام عهد من اللّه سبحانه إلى نبيّه محمّد، و منه إلى أمير المؤمنين، و منه إلى الإمام الشّهيد، و قد صدق التّأريخ ذلك، و ما نقص منه شي‌ء، فلم يلبث قاتلو


[1] انظر، تأريخ الطّبري: 5/ 425- 426 طبعة سنة 1964 م، الكامل في التّأريخ: 3/ 287- 288.

[2] يونس: 71.

[3] هود: 56.

[4] انظر، الفتوح لابن أعثم: 5/ 79، مقتل الحسين (عليه السّلام) للخوارزمي: 1/ 226، مثير الأحزان: 46، أعيان الشّيعة: 1/ 595، اللّهوف في قتلى الطّفوف: 29.

نام کتاب : الحسين و بطلة كربلاء نویسنده : مغنية، الشيخ محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست