و قال: «عليّ مع الحقّ و الحقّ مع عليّ» [1]، و قال يوم خيبر: «سأعطي الرّاية إلى رجل يحبّ اللّه و رسوله، و يحبّه اللّه و رسوله، كرّار غير فرّار، ثمّ أعطاها لعليّ» [2]. عليّ هذا خصم للّه، و ابن ملجم من الّذين اشتروا أنفسهم ابتغاء مرضاة اللّه! ...
و ليس بعجب و لا غريب أن يفتري معاوية و سمرة الكذب على اللّه، فالأوّل عدوّ الدّين، و الثّاني باع دينه للشّيطان، و لكن العجب من الّذين يقدّسون معاوية و سمرة، و يؤمنون بعد التهما لا لشيء إلّا لصحبتهما. فقد قرّر الكثير من شيوخ السّنّة في كتب الحديث و الأصول أنّ جميع الصّحابة عدول لا يجوز نقدهم و لا تجريهم «و اعتبروهم جميعا معصومين من الخطأ و السّهو و النّسيان» [3].
معاوية معصوم عن الخطأ حتّى و لو تعمد الكذب على اللّه و الرّسول، و سمرة عادل، و إن باع دينه للشّيطان، أمّا عليّ، و الحسن، و الحسين فغير معصومين،
[1] هكذا روي الحديث: «الحقّ مع عليّ، و عليّ مع الحقّ لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض».
انظر، صحيح التّرمذي: 5/ 297 ح 3798 و: 12/ 126، و جامع التّرمذي: 2/ 213، التّفسير الكبير للفخر الرّازي: 1/ 205، فيض القدير: 6/ 356، مجمع الزّوائد: 7/ 235 و: 9/ 134، تأريخ بغداد:
14/ 321، الإمامة و السّياسة: 1/ 78، شرح الأخبار للقاضي النّعمان المغربي: 2/ 60، ربيع الأبرار للزّمخشري: 1/ 828، فرائد السّمطين: 1/ 177 ح 138، المناقب لابن المغازلي: 117 و 244، و المستدرك: 3/ 19 و 124، العقد الفريد: 3/ 108 الطّبعة الثّالثة، تأريخ ابن عساكر ترجمة الإمام عليّ: 3/ 119 ح 1162 و: 42/ 449، كنز العمّال: 11/ 603 ح 32912، أنساب الأشراف:
2/ 281 الطّبعة الأولى، فضل آل البيت للمقريزي: 60، جواهر المطالب في مناقب الإمام عليّ لابن دمشق: 1/ 343، الملل و النّحل: 1/ 103.