3 ـ 4 وأحمد بن متيل وابنه جعفر كانا مختصين بالنائب الثاني للإمام الحجة المنتظر (عجّل الله فرجه الشريف) أبي جعفر محمد بن عثمان
العمري (رضي الله عنه) بحيث كان مشائخ الطائفة لا يشكون في أن أحدهما سيكون هو القائم مقامه في النيابة عن الإمام.
لكن لما فوجئا بأنه (صلوات الله عليه) قد اختار الحسين بن روح خلفاً لمحمد بن عثمان سلّما له، وكانا بين يديه تابعين له كما كانا مع
محمد بن عثمان.
وعن جعفر بن أحمد بن متيل قال: "لما حضرت أبا جعفر محمد بن عثمان العمري (رضي الله عنه) الوفاة كنت جالساً عند رأسه وأخذت أسأله وأحدثه، وأبو القاسم الحسين بن روح عند رجليه، فالتفت إليّ ثم قال: أمرت أن أوصي إلى أبي القاسم الحسين بن روح. قال: فقمت من عند رأسه وأخذت بيد أبي القاسم وأجلسه في مكاني، وتحولت إلى عند رجليه" [1]... إلى غير ذلك.
ولو أن الأمة تثقفت على ذلك وتسالمت عليه لانسد الطريق على الانتهازيين والنفعيين الذين يحاولون إيجاد المبررات للعصيان والخروج عن جماعة الحق، ولبقي للإمام المعصوم الحرية المطلقة في اختيار الموقف المناسب والقدرة على تنفيذه، ولنعمت الأمة بخيرات التسديد الإلهي له، تبعاً لتسديده تعالى لإمامها المعصوم وقائدها الذي اختاره له.