الشارب والزاني لا يلام ، لأنّه يفعل بقضاء الله وقدره » [1] . فهذا مذهب القوم ، وهذه أعمالهم . . . وجاء بترجمة « الشيخ المعمَّر المحدّث ! ! » أحمد بن الفرج الحجازي من مشايخ : النسائي وابن جرير وابن أبي حاتم وغيرهم من الأئمّة ، عن محمّد بن عوف : « هو كذّاب ! ! رأيته في سوق الرستن وهو يشرب مع مُردان وهو يتقيّأ ! ! وأنا مشرفٌ عليه من كوّة بيت كانت لي فيه تجارة سنة 219 . . . » [2] . فاجتمع عنده : الشرب ! ! والكذب ! والعبث بالمردان ! ! * وكان العبث بالمردان من أفعال غير واحد من أعلام القوم ، فقد جاء بترجمة قاضي القضاة ! ! يحيى بن أكثم : « قال فضلك الرازي : مضيت أنا وداود الأصبهاني إلى يحيى بن أكثم ، ومعنا عشرة مسائل ، فأجاب في خمسة منها أحسن جواب ، ودخل غلام مليح ، فلمّا رآه اضطرب ، فلم يقدر يجيء ولا يذهب في مسألة . فقال داود : قم ، اختلط الرجل » [3] . وبترجمة الخطيب البغدادي الذي أطنب وأسهب الذهبي ترجمته بعد أن وصفه ب - « الإمام الأوحد ، العلاّمة المفتي ، الحافظ الناقد ، محدّث الوقت . . . خاتمة الحفّاظ » ونحو ذلك من الألقاب ، وبعد أن أورد كلمات الأئمّة في مدحه ، قال : « كان سبب خروج الخطيب من دمشق إلى صور أنّه كان يختلف إليه صبي مليح ، فتكلّم الناس في ذلك » [4] .