وبترجمة ابن الأنماطي وهو : « الشيخ العالم الحافظ ، المجوّد ، البارع ، مفيد الشام ، تقي الدين أبو الطاهر إسماعيل بن عبد الله » عن ابن الحاجب : « وكان يُنبَز بالشرّ ، سألت الحافظ الضياء عنه فقال : حافظ ثقة مفيد إلاّ أنّه كثير الدعابة مع المُرد » [1] . وجاء بترجمة الحافظ أبي بكر أحمد بن إسحاق الصِبغي : « قال الحاكم : وسمعت أبا بكر ابن إسحاق يقول : خرجنا من مجلس إبراهيم الحربي ومعنا رجل كثير المجون ، فرأى أمرد ، فتقدّم فقال : السلام عليك ، وصافحه وقبَّل عينيه وخدّه ، ثمّ قال : حدّثنا الدَبَري بصنعاء بإسناده ، قال : قال رسول الله : إذا أحبّ أحدكم أخاه فليعلمه . فقلت له : ألا تستحي ؟ ! تلوط وتكذب في الحديث ! ! يعني : أنّه ركّب إسناداً للمتن » [2] . هذا ، ولا اُريد أنْ اُطيل في هذا المقام ، وفي كتابنا « الإنتقاء من سير أعلام النبلاء » من هذا القبيل كثير عن الصحابة والتابعين وكبار الرجال . . . وبعضه عجيبٌ وغريبٌ ! كانت تلك دراسة مقارنة موجزة عن أهمّ العلوم - وهي العقائد والفقه والتفسير والحديث - عند الشيعة الإماميّة ، ولمحة عن تراجم علماء هذه الطائفة في العلوم المذكورة . . . وموقف الرّجاليين من أهل السنّة منهم ، ولمحة عن تراجم علماء السنّة ، حسبما ذكروا بتراجمهم في أشهر كتبهم . . . وقد تبيّن أنّ الإهمال ، أو الاختصار في الترجمة مع الطعن في المذهب ، من جملة أساليب الخصوم في المحاربة مع هذا المذهب وأعلامه .