responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح تشريح القانون نویسنده : ابن نفيس    جلد : 1  صفحه : 443

البروز، فإذا كان كذلك فهو لا محالة يشتد جذبه لما حصل فى داخله من منى الرجل. و إذا لاقى هذا المنى جرم الرحم التذ به لا محالة كثيرا جدا بما فيه من السخونة و الإدفاء المعتدلين و صار ذلك كماء معتدل السخونة صب على بدن قد برد، و مع هذا الالتذاذ الشديد لا بد من أن يحدث له تألم بما يحدثه ذلك المنى بحدته من اللذع، و تفريق اتصال جرم الرحم فتختلط تلك اللذة الشديدة بهذا الألم‌ [1] فيشتاق لذلك الرحم إلى ما يزيل ذلك السبب المؤلم و منى المرأة رطب قليل الحرارة فلذلك يحتاج جرم الرحم إلى جذبه لدفع ذلك الألم فينجذب المنيان إلى سطح الرحم و يلزم ذلك شدة اختلاطها و جميع الاجسام التى فى هذا العالم المختلفة الطبائع المختلفة يحدث لها لا محالة تفاعل يؤدى إلى كيفية متوسّطة بين‌ [2] تلك الطبائع المختلفة. و تلك الكيفية تسمّى مزاجا فلذلك لا بد من حدوث هذا المزاج عند اختلاط المنيّين فيكون هذا المزاج قريبا جدا من الاعتدال لأجل تكافؤ قوى المنين فى الخروج عن الاعتدال. فلذلك يستعد المركّب حينئذ منهما لحصول صورة إنسانية و للتعلق بنفس إنسانية و إنما تنتفع النفس بذلك إذا صار بدنا. فلذلك تحتاج تلك النفس الجاذبة إلى تكميل ذلك المجتمع من المنيين و ذلك بأن يصير بدنا إنسانيا، و إنما يمكن ذلك لقوى تحدث له فيفعل فيه «ذلك و هو فى تلك الحال غير قابل لجميع القوى التى للإنسان فلذلك تقبض عليه من القوى ما يمكن قبولها أولا» و تلك هى القوة الحيوانية فإن جميع أفعال الإنسان و قواه‌ [3] موقوفة [4] على الحياة. و القوة الحيوانية إنما تقوم بروح حيوانى فلذلك يحتاج هذا الممتزج أن يحدث فيه أولا روح حيوانى‌ [5] و حدوث هذا الروح أسهل لا محالة من حدوث الأعضاء.

فلذلك يحدث له أولا هذا الروح و ذلك بأن يتبخر من ذلك المنى لأجل تسخنه فى الرحم أبخرة لطيفة و تلك الأبخرة هى لا محالة من أجزاء دموية قد كمل نضجها و تلطفت بالحرارة فلذلك هذه الأجزاء البخارية تخالط ما يكون فى الرحم من الهواء الواصل بعضه من عنق الرحم و بعضه من الشرايين النافذة فى جرم الرحم، و يحدث من اختلاط ذلك جرم شديد الاستعداد للاستحالة إلى جوهر الروح فإذا نفذ من أرواح الأم شى‌ء إلى داخل الرحم من أفواه الشرايين النافذة فيه أحاله ذلك الجرم روحا. و تلك الروح يتصور بالقوى الحيوانية فلذلك يحدث لهذا المنى أولا قوة حيوانية قائمة بروح حيوانى و هذه القوة و الروح محال أن يضيعا حينئذ و أن يتركا منيين فى فضاء الرحم بل لا بد من نفوذهما حينئذ إلى داخل ذلك المنى و ليس موضع منه أولى من آخر فيجب أن يجولا [6] فى وسطه فلا بد من أن يحدث لهما حينئذ مكان ينحصران فيه فلذلك يحدث لهما فى المنى تجويف ينحصران فيه و ذلك التجويف إذا تم خلقته «بعد ذلك الوقت» كان‌ [7] هو البطن.

و ذلك المنفذ لا بد من تصلبه بتدافع أجزائه عند نفوذ ما ينفذ فيه و الحرارة هناك تزيده انعقادا فيكون من ذلك السرّة، فلذلك السّرة أول عضو يتم فيه تكونه و تجويف القلب أول عضو يحدث فى‌


[1] م: الآلام‌

[2] م: من‌

[3] ن: ساقطة

[4] ب: موقوفين‌

[5] ب: الروح الحيوانى‌

[6] ب: يجعلا

[7] ب: ساقطة

نام کتاب : شرح تشريح القانون نویسنده : ابن نفيس    جلد : 1  صفحه : 443
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست