responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح تشريح القانون نویسنده : ابن نفيس    جلد : 1  صفحه : 419

نفوذه فيه دفعة، و هذا التجويف لا يمكن أن يكون بحيث يخرج هذا الغذاء منه دفعة [1] أيضا بل لا بد و أن يقيم فيه الغذاء مدة فى مثلها يتمكن الكبد من أخذ الصالح منه الصافى فلذلك لا بد من أن يكون هذا التجويف بقرب الكبد و لا بد من أن يكون مع قبوله لجملة الغذاء دفعة يتعذر مع ذلك خروجه منه دفعة، و إنما يمكن ذلك بأن يكون لهذا التجويف امتداد كبير حتى يكون بعضه مستسفلا على الاستقامة حتى يقبل نفوذ الغذاء فيه من المعدة دفعة و يكون بعضه مع ذلك ملتويا متعرجا حتى يعسر [2] نفوذ هذا الغذاء منه إلى خارج دفعة فيفوت الكبد أخذ الصالح منه و لا بد من أن يكون مع تعاريجه و التوائه يصعد بعضه إلى فوق حتى يعسر نفوذ الغذاء فى ذلك الصاعد إلا بفعل الطبيعة و ذلك عند الحاجة إلى دفعه و ذلك عند فراغ الكبد من جذب ما من شأنها جذبه منه. و لا بد من أن يكون مع ذلك يسهل‌ [3] نفوذ الصالح منه إلى الكبد و هذا إنما يمكن بأحد أمرين: إما أن يكون فيه مجار ينفذ منه إلى داخل الكبد و الكبد يجذب ذلك الصالح من تلك المجارى كما هو مذهبهم، و إما أن يكون جرم هذا التجويف واسع المنافذ و المسام حتى يسهل رشح ذلك الصالح من باطن التجويف إلى خارجه فيأخذ الكبد يجذبها له بعضها [4] بنفسها و بعضه بانتشاف العروق التى هى كالأصول للعرق النافذ فى مقعر الكبد الذى هو الباب و ذلك كما هو مذهبنا. و لكن اتصال المجارى بهذا التجويف قد بينا أنه باطل لأمرين:

أحدهما: الوجود كما بيناه فيما سلف مرارا.

و ثانيهما: أن هذا التجويف لما كان الغذاء يحصل فيه و هو بعد كثير الرطوبة مستعد لأن تتولد منه الرياح و الأبخرة و الكبد و المرارة مجاورتان له فهما بحرارتهما يحدثان فيه ذلك و إذا حصلت هذه الرياح و الأبخرة فى هذا التجويف فهى لا محالة تمدده و تغير وضع بعض اجزائه عن بعض فلو كان له عروق تتصل به‌ [5] و بالكبد لكانت تلك العروق تعرض لها كثيرا أن‌ [6] تتمدد تمددا كثيرا و يلزم ذلك تقطعها و كان يلزم ذلك تعذر نفوذ الغذاء و خروج الرطوبات التى فى الكبد من ذلك المنقطع من تلك العروق و كان يلزم ذلك فساد البدن، فلذلك نفوذ الغذاء من هذا التجويف إلى الكبد لا يمكن أن يكون بعروق تتصل به و بالكبد كما قالوه. فلا بد من أن يكون على الوجه الذى ذكرناه و إنما يمكن ذلك بأن يكون هذا التجويف ذا مسام كثيرة واسعة و إنما يمكن ذلك بأن يكون جرم هذا التجويف له ثقب حتى يمكن نفوذ الغذاء من خلله، و هذا التجويف هو العضو المسمى بالمعاء.

قوله: خلق أمعاؤه التى هى آلات دفع الفضل اليابس كثيرة العدد و التلافيف.

قد ذكر هاهنا لكثرة عدد الأمعاء و كثرة تلافيفها منفعتين:

احداهما: أن يتأخر خروج الثفل منها فلا يخرج كما يدخل فيلزم سرعة خروجه سرعة الحاجة إلى التغذى لأنه إذا خرج بسرعة خرج قل أخذ الكبد منه الغذاء الكافى فاحتيج إلى إدخال غذاء آخر ليأخذ


[1] ن: ساقطة

[2] ن: يصير

[3] ن ب: ساقطة

[4] ن ب: بعضه‌

[5] م ن: ساقطة

[6] م: لأن‌

نام کتاب : شرح تشريح القانون نویسنده : ابن نفيس    جلد : 1  صفحه : 419
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست