responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح تشريح القانون نویسنده : ابن نفيس    جلد : 1  صفحه : 386

فصل فى تشريح القلب‌

قال الشيخ الرئيس رحمة اللّه عليه أما القلب فإنه مخلوق ... إلى قوله: و إن كان أشبه الأعضاء بها لكن تحركها غير إرادى.

الشرح: إن فعل القلب كما بيناه أولا: أن يولد الروح الحيوانى و يوزعه على الأعضاء لتحيا، و توليده ذلك بأن يسخن الدم و يلطفه حتى إذا خالطه بما فى الرئة من الهواء صلح ذلك المجموع لأن يصير روحا حيوانيا. و ذلك إذا حصل فى القلب فلا بد من أن يكون له تجويف يحوى الدم الذى يحتاج إلى تسخينه و ذلك بما يحدث فيه من‌ [1] الغليان الذى يلزمه تخلخل الجرم و انبساطه فلذلك لا يكفى فى ذلك أن يكون ذلك الدم محويا فى العروق لأن العروق لا تتسع لهذا الانبساط الذى يحتاج إليه لأجل ترقق القوام جدا، فلا بد من أن يكون له تجويف آخر يحوى الروح الحيوانى و منه ينفذ فى الشرايين إلى جميع الأعضاء و هذه الروح لا بد من أن تكون شديدة اللطافة هوائية فهى لا محالة مستعدة لسرعة التخلخل‌ [2] فلا بد من أن يكون القلب يمدها كل وقت بالغذاء و غذاؤها [3] لا بد من أن يكون هوائيا يغلب على جوهره الجوهر الهوائى و إنما يمكن ذلك بمخالطة الأجزاء اللطيفة جدا الدموية لجوهر كثير هوائى و امتزاج ذلك المجموع و انطباخه حتى يستعد لأن يصير فى القلب روحا. و هذا الانطباخ و الامتزاج لا يمكن أن يكون أولا فى القلب فاستبين أن القلب دائما فى انبساط و انقباض و ذلك ينافى بقاء ذلك الجرم فيه مدة فى‌ [4] مثلها تمتزج و تنطبخ فلا بد من أن يكون ابتداء هذا الانطباخ و الامتزاج فى عضو آخر حتى إذا حصل له الاستعداد الذى به يقرب من طبيعة الروح نفذ إلى التجويف المملوء من الروح الذى فى القلب فاستحال فى ذلك التجويف إلى مشابهة تلك الروح، و كان منه اغتذاؤها، و هذا العضو الذى يفيد هذا الاستعداد لا بد من أن يكون مشتملا على هواء كثير يخالطه ما يلطفه القلب من الدم حتى يصير من مجموع ذلك مادة تصلح لتغذية هذا الروح فلا بد من أن يكون بالقرب من القلب فإنه لو كان بعيدا عنه لقد كان الرقيق من الدم النافذ إليه من القلب قد يبرد فى المسافة الطويلة و يكثف‌


[1] ن: ساقطة

[2] م: الخلل‌

[3] ب: و هذا

[4] ن: ساقطة

نام کتاب : شرح تشريح القانون نویسنده : ابن نفيس    جلد : 1  صفحه : 386
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست