responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح تشريح القانون نویسنده : ابن نفيس    جلد : 1  صفحه : 387

فتبطل لذلك لطافته، و كان لم ينفذ من‌ [1] ذلك العضو من الهواء الخارج لتلك الأجزاء الدموية الذى استعد لتغذية الروح إلى أن يصل إلى القلب و يبرد و يفارقه ذلك الاستعداد فلذلك لا بد من أن يكون هذا العضو الذى يستعد فيه هذا المجموع لتغذية الروح مع كثرة الهواء فيه هو أيضا بقرب القلب و ذلك العضو هو الرئة فلذلك لا بد من أن يكون اغتذاء الروح الذى فى القلب بأن يلطف الدم فى القلب و يرق قوامه جدا ثم بعد ذلك ينفذ فى‌ [2] الرئة و يخالطه ما فيها من الهواء و ينطبخ فيها حتى يتعدل و يصلح لتغذية الروح ثم بعد ذلك ينفذ إلى الروح الذى فى القلب و يختلط به و يغذوه و هذا الموضع الذى هو فى القلب و فيه الروح لا بد من أن يكون متسعا ليتسع بمقدار كفاية البدن كله من الروح فلذلك لا بد من اشتمال القلب على تجويف مجرى الدم، و يتلطف فيه ذلك الدم، و تجويف آخر يحوى الروح و من ذلك التجويف ينفذ الروح إلى جميع الأعضاء و لا بد من أن يكون التجويف الذى فيه الدم بالقرب من الكبد الذى فيه يتكون الدم، و ذلك بأن يكون فى الجانب الأيمن من القلب، فإن موضع الكبد هو فى الجانب الأيمن من البدن فلا بد من أن يكون التجويف الحاوى للروح هو فى الجانب الأيسر من القلب و يجب أن يكون هذا التجويف الأيسر أكثر سعه من التجويف الأيمن لأن الدم الذى يخالط الهواء و يمتزج فيه يكفى فيه أن يكون قليل المقدار جدا لأن الغالب على هذا الروح يجب أن يكون هو الهواء نفسه فلذلك هذا الدم الذى يحتاج إلى تلطيفه فى القلب لا يحتاج فيه أن يكون كثيرا جدا، و أما الروح الذى فى الجانب الأيسر، فإنه يجب أن يكون كثيرا جدا ليفى بالانتشار فى جميع الأعضاء فلذلك يحتاج أن يكون مكانه كثير السعة فلا بد من أن يكون هذا التجويف مع سعته عميقا. و يلزم ذلك أن يكون القلب طويلا ليتسع/ لعمق هذين التجويفين و لا بد من أن يكون فيه موضع كثير [3] السعة ليتسع/ لهذين التجويفين و يجب أن يكون هذا الموضع الكثير السعة من القلب هو فى أعلاه ليكون كل واحد من التجويفين بقرب الرئة فيسرع إليها وصول الدم الذى قد تلطف فى التجويف الأيمن و يسرع إلى القلب نفوذ ما استعد فى الرئة لتغذية الروح لينفذ [4] بسرعة إلى التجويف الأيسر فلذلك يجب أن يكون أوسع موضع فى القلب هو فى أعلاه، و أما أسفله فيجب أن يكون رقيقا لفقدان هذين التجويفين هناك. و لأن الغلظ هناك فضل غير محتاج إليه، و مع ذلك يضيق المكان على الأعضاء التى لا بد منها هناك و يجب أن يكون الانتقال من سعة أعلى القلب و غلظ جرمه إلى رقة أسفله بتدريج كتدريج البطن الأيسر فى سعه أعلاه إلى ضيق أسفله، فلذلك يكون شكل القلب صنوبريا.

قوله: مخلوق من لحم قوى الغالب على جرم القلب يجب أن يكون هو اللحم لأنه يحتاج أن يكون شديد الحرارة ليقوى على تلطيف الدم التلطيف المحتاج إليه فيما [5] ذكرناه فلذلك يجب أن يكون الغالب على جرمه الجوهر اللحمى فإن ما سوى اللحم من الأعضاء فإن مزاجه بارد و يجب أن يكون هذا اللحم صلبا ليكون جرم القلب غير شديد القبول للانفعال من الواردات و إنما يكون اللحم صلبا إذا


[1] م ن: ساقطة

[2] ب: إلى‌

[3] ن: كبير

[4] ن: ينفذ

[5] م ن: بما

نام کتاب : شرح تشريح القانون نویسنده : ابن نفيس    جلد : 1  صفحه : 387
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست