responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح تشريح القانون نویسنده : ابن نفيس    جلد : 1  صفحه : 338

البحث الثانى فى مزاج الدماغ و قوامه‌

قال الشيخ الرئيس رحمة اللّه عليه و قد خلق جوهر الدماغ باردا ... إلى قوله: و الجزء المؤخر أصلب.

الشرح: إن الكلام فى مزاج الدماغ قد وقع هاهنا بالعرض لأن من جملة ما ينبغى الكلام فيه من التشريح هو قوام الأعضاء فالسبب‌ [1] المحدث لقوام الدماغ هو مزاجه فإن الدماغ يحتاج أن يكون كثير الرطوبة جدا. بل الأولى أن يعد فى جملة الرطوبات لا فى الأعضاء و زيادة الرطوبة يلزمها لين القوام لأن كثرة الرطوبة إنما تكون لزيادة المائية و المائية إذا لم تكن جامدة كانت سهلة القبول للتشكل‌ [2] و الانفعال و ذلك مما يحتاج إليه فى القوام اللين بل لا يتم لين القوام إلا به.

و مراده هاهنا بالدماغ إنما هو المخ لا غير، لأن ما سواه مما يدخل فى لفظ الدماغ بالمعانى الأخر، فإنه و إن كان باردا فليس برطب.

قوله: و أما برده قليلا يشغله كثرة ما يتأدى إليه من قوى حركات الأعضاء و انفعالات‌ [3] الحواس، و حركات الروح كل عضو خلق لفعل فإن مزاجه يجب أن يكون مما يعين على ذلك الفعل مثال ذلك القلب فإنه لما كان فعله توليد الروح الحيوانى و ذلك إنما يمكن بأن يكون فى الحرارة بحيث يبخر [4] الدم الواصل إليه من الكبد حتى يصعد ذلك الدم إلى الرئة، و يخالط ما فيها من الهواء المثبوت فى جرمها فيحصل من المجموع مادة تصلح لأن يتكون منها الروح إذا حصلت تلك المادة فى التجويف الأيسر من تجويفى القلب فلذلك احتيج ان يكون مزاج القلب شديد الحرارة، و كذلك العظم لما احتيج إليه ليكون للبدن كالاساس و الدعامة و الدماغ‌ [5] وجب ان يكون شديد الصلابة، و انما يمكن ذلك إذا كانت الأرضية فيه كثيرة جدا و يلزم ذلك أن يكون مزاجه باردا يابسا هذا إذا كان الفعل لذلك العضو.

أما إذا كان لغيره و تأثير ذلك الفعل يصل إلى عضو آخر كان ذلك العضو ليس يجب فيه أن يكون «على مزاج يعين على ذلك الفعل بل قد يجب أن يكون» على مزاج ينافيه فعل الدماغ، فإنه لما كان‌


[1] ب: و السبب‌

[2] أ: ساقطة

[3] ب: و العضلات‌

[4] أ: يهجر

[5] أ ن ب د: ساقطة

نام کتاب : شرح تشريح القانون نویسنده : ابن نفيس    جلد : 1  صفحه : 338
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست