نام کتاب : شرح تشريح القانون نویسنده : ابن نفيس جلد : 1 صفحه : 327
خلاف جهتها هى كثيرة النزول إلى أسفل فلذلك جعل ما ينفذ إليها [1] عرقا واحدا غليظا ثم يتفرع ذلك العرق
إلى عروق كثيرة جدا شعرية.
قوله: يتوجهان إلى الكليتين لتصفية مائية الدم إذ الكلية إنما تجتذب [2] منها غذاها، و هو مائية الدم هاهنا
سؤالان:
أحدهما: ما السبب فى أن العرق النازل جعل له وحده ما يصفى منه
المائية؟ و هلا [3] جعل ذلك للعرق الصاعد أيضا؟
أو جعل ما يصفى المائية قبل انقسام الأجوف إلى الصاعد و النازل لتكون
التصفية عامة للدم النافذ فيهما؟
و ثانيهما: أن الكلية كيف تجذب الدم المائى و كل عضو فإن جذبه للمواد
الغذائية إنما يكون لتغتذى من ذلك المجذوب. و غذاء الكلى يجب أن يكون من الدم
المتين الكثير الأرضية لأن جوهر الكلية كذلك و الغذاء يجب أن يكون فيه شبيها
بالمغتذى؟
الجواب: أما السؤال الأول فإن الدم الصاعد «فى العرق الصاعد» مستغن
عن التصفية عن المائية و إنما يحتاج إلى ذلك العرق النازل فقط، و إنما كان كذلك.
لأن تصعد المائية فى العرق الصاعد لا يمكن أن يكون بالطبع، و لا أيضا تجذبه
الأعضاء فلذلك تصعدها فى ذلك الصاعد غير ممكن إنما
[4] تصعدها بالطبع محال فلأن المائية من شأنها السيلان إلى أسفل لا إلى
فوق و أما أن تصعدها يجذب [5] الأعضاء محال» فلأن جذب الأعضاء إنما يكون لما يغتذى به و لما يعين
على تغذيتها و المائية لا تصلح للتغذية و لا هى
[6] أيضا معينة على التغذية لأن هذه المائية زائدة على ما ينبغى أن يكون
مع الدم الغاذى للأعضاء فلذلك كان تصعد هذه المائية الزائدة فى [7] العرق الصاعد حينئذ محالا و أما العرق
النازل فإن هذه المائية تنفذ فيه لأن المائية شأنها السيلان إلى أسفل و هذه
المائية لأنها زائدة عن [8]
المقدار الذى يستحقه الدم الغاذى يحتاج إلى تصفية الدم منها و إنما يمكن ذلك
باندفاعها عنه، و ذلك بأن تجتذبها الكلى فيخلص الدم منها، و جذب الكلى لها لا
لأنها ملازمة (للدم الذى يحتاج إليه الكلى فى تغذيتها، فتجذب الكلى لذلك الدم) و
يلزم ذلك انجذاب هذه المائية و السبب فى أن هذا الدم تنجذب معه مائية كثيرة بخلاف
الدم الباقى و غيره هو أن الأعضاء تجذب الدم أيضا
[9] و لا تجذب المائية [10]، و جذب تلك الأعضاء يمانع من أن يندفع إلى الكلى لجذبها دم « [كثير
و لأجل فقدان جذب تلك الأعضاء المائية تكون مندفع منها مع ذلك الدم]» كثيرا و
لأجل هذا وجدت المائية يكون المندفع منها من ذلك الدم كثيرا، فلذلك تندفع إلى
الكلى دم كثير المائية و بكثرة تلك المائية يخلص الدم الباقى