قال الشيخ الرئيس رحمة اللّه عليه الظفر خلق لمنافع ... إلى آخر
الفصل.
الشرح: قد ذكر هاهنا للظفر أربع منافع:
إحداها: أن تكون سندا [2] للأنملة و بيان ذلك أنه لو لا الظفر لكان طرف الأنملة عند الشد على
الشىء ينضغط و يميل إلى خارج فيهن الشد لا محالة.
و ثانيتها: التمكن من لقط الأشياء الصغيرة، و ذلك لأن لحم [3] الأنامل اللينة لا تقوى على ضبطها
بخلاف الظفر.
و ثالثتها: التمكن من الحك و التنقية. أما الحك فلأنه يحتاج فيه إلى
صلابة و أما التنقية فلأنها أنما تتم بأخذ الأشياء الصغيرة عن الجلد و نحوه و قد
بينا أن ذلك إنما يكون بشىء صلب.
و رابعتها: أن يكون سلاحا، و ذلك بالخدش و نحوه.
و أقول: إن له منافع أخرى:
إحداها: التمكن من حل العقد القوية.
و ثانيتها: أن يشق به بعض الأشياء، و يقطع به ما يهون قطعه، و لا
يمكن ذلك بلحم الأنامل.
و ثالثتها: أن تكون زينة لأنه محسّن شكل الأصابع إذ لو لاه لكان
شكلها مستقبحا، و الأظفار دائمة النشوء و نشوؤها ليس فى جميع الأقطار بل فى طولها
فقط. و ذلك لأن تكونها من الفضول الأرضية التى تدفع إلى الأطراف و ما يتكون منها [4] يدفع ما أمامه حتى يمتد و يطول، فلذلك
ترتفع الآثار التى تكون فيها كالبياض و نحوه إلى أن تزول بالقطع، و لو كان ذلك
النشوء على سبيل الازدياد بالغذاء لما كان كذلك، و لما كان تكونها هو من هذه
الفضول و هذه الفضول توجد فى جميع الأسنان لا جرم كانت تعود بعد الائتلام فى جميع
الأسنان.