قال الشيخ الرئيس رحمة اللّه عليه إن عند العجز عظمين ... إلى آخر
الفصل.
الشرح: إن هذا العظم ليس له اسم موضوع له أعنى بجملته [2] و أما عظم العانة فهو اسم لجزء هذا
العظم، و هو الذى من قدام. و إنما يسمى هذا عظم العانة على سبيل تسمية الكل باسم
الجزء، و هذا العظم مؤلف من عظمين يتصلان من قدام بمفصل موثق، و هما هناك رقيقان
مثقوبان و يتصلان من خلف بعظم العجز، و هو العظم العريض فرغنا من تعريفه. و فى هذا
العظم زائدتان عظميتان قائمتان يتصل بكل واحد منهما واحد من هذين العظمين و لكل
واحد من أجزاء هذين العظمين اسم يخصه. فالجزء العريض منه المسمى بالحرقفة و عظم
الخاصرة. و هو الذى فى الجانب الوحشى، و هو الموضع العريض منه المرتفع، و حق الفخذ
فيه التقعير الذى يدخل فيه رأس الفخذ، و هو عظيم ليتسع لذلك الرأس، و لجملة هذا
العظم فوائد:
أحدها: أن يكون كالأساس لما فوقه، و الحامل الناقل [3] لما تحته.
و ثانيها: أن توضع عليها [4] أعضاء كريمة، و هى الرحم، و المثانة، و أوعية المنى و المعاء [5] المستقيم، و طرفه فتكون مستندة إليه
مربوطة به.
و ثالثها: أن يكون مقلا [6] لما فى البطن من الأمعاء و الثرب لئلا ينزل شىء من ذلك عن موضعه.
و رابعها: أن يوقى الأعضاء الموضوعة فى داخله من وصول ضرر الصدمات و
نحوها إليها.
و خامسها: أن يكون مفصل الفخذ.
و سادسها: أن يحسن بسببه شكل خصر الإنسان و يكون قوامه مستحسنا و ذلك
بأن ينتقل البدن من ضيق الخصر إلى ثخانة العجز، و ما يتصل بها بعد سعة ما بين عظمى
الخاصرة.