نام کتاب : منطق المشرقيين نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 4
المحاقة و لو كان ما انكشف لنا أول ما انصببنا إلى هذا الشأن لم نبد
فيه مراجعات منا لأنفسنا و معاودات من نظرنا لما تبينا فيه رأيا و لاختلط علينا
الرأي و سرى في عقائدنا الشك و قلنا لعل و عسى لكنكم أصحابنا تعلمون حالنا في أول
أمرنا و آخره و طول المدة التي بين حكمنا الأول و الثاني و إذا وجدنا صورتنا هذه
فبالحري أن نثق بأكثر ما قضيناه و حكمنا به و استدركناه و لا سيما في الأشياء التي
هي الأغراض الكبرى و الغايات القصوى التي اعتبرناها و تعقبناها مئين من المرات و
لما كانت الصورة هذه و القضية على هذه الجملة أحببنا أن نجمع كتابا يحتوي على
أمهات العلم الحق الذي استنبطه من نظر كثيرا و فكر مليا و لم يكن من جودة الحدس
بعيدا و اجتهد في التعصب لكثير فيما يخالفه الحق فوجد لتعصبه و ما يقوله وفاقا عند
الجماعة غير نفسه و لا أحق بالإصغاء إليه من التعصب لطائفة إذا أخذ يصدق عليهم
فإنه لا ينجيهم من العيوب إلا الصدق.
و ما جمعنا هذا الكتاب لنظهره إلا لأنفسنا أعني الذين يقومون منا
مقام أنفسنا و أما العامة من مزاولي هذا الشأن فقد أعطيناهم في كتاب الشفاء ما هو
كثير لهم و فوق حاجتهم و سنعطيهم في اللواحق ما يصلح لهم زيادة على ما أخذوه و على
كل حال فالاستعانة بالله وحده
نام کتاب : منطق المشرقيين نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 4