responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منطق المشرقيين نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 5

في ذكر العلوم‌

إن العلوم كثيرة و الشهوات لها مختلفة و لكنها تنقسم أول ما تنقسم قسمين علوم لا يصلح أن تجري أحكامها الدهر كله بل في طائفة من الزمان ثم تسقط بعدها أو تكون مغفولا عن الحاجة إليها بأعيانها برهة من الدهر ثم يدل عليها من بعد.

و علوم متساوية النسب إلى جميع أجزاء الدهر و هذه العلوم أولى العلوم بأن تسمى حكمة.

و هذه منها أصول و منها توابع و فروع و غرضنا هاهنا هو في الأصول و هذه التي سميناها توابع و فروعا فهي كالطب و الفلاحة و علوم جزئية تنسب إلى التنجيم و صنائع أخرى لا حاجة بنا إلى ذكرها.

و تنقسم العلوم الأصلية إلى قسمين أيضا فإن العلم لا يخلو إما أن ينتفع به في أمور العالم الموجودة و ما هو قبل العالم و لا يكون قصارى طالبه أن يتعلمه حتى يصير آلة لعقله يتوصل بها إلى علوم هي علوم أمور العالم و ما قبله و إما أن ينتفع به من حيث يصير آلة لطالبه فيما يروم تحصيله من العلم بالأمور الموجودة في العالم و قبله.

و العلم الذي يطلب ليكون آلة قد جرت العادة في هذا الزمان و في هذه البلدان لأن يسمى علم المنطق و لعل له عند قوم آخرين اسما آخر لكننا نؤثر أن نسميه الآن بهذا الاسم المشهور.

و إنما يكون هذا العلم آلة في سائر العلوم لأنه يكون علما منبها على الأصول التي يحتاج إليها كل من يقتنص المجهول من المعلوم باستعمال للمعلوم على نحو و جهة يكون ذلك النحو و تلك الجهة مؤديا بالباحث إلى الإحاطة بالمجهول فيكون هذا العلم مشيرا إلى جميع الأنحاء و الجهات التي تنقل الذهن من المعلوم إلى المجهول و كذلك يكون مشيرا إلى جميع الأنحاء و الجهات التي تضل الذهن و توهمه استقامة مأخذ نحو

نام کتاب : منطق المشرقيين نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 5
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست