«سبحان الملك القهار الاله الجبار لا تدركه الابصار و لا تمثله
الافكار لا جوهر يقبل الاضداد فيتغير و لا عرض يسبق وجوده الجوهر لا يوصف بكيف
فيشابه و يضاهى و لا بكم فيقدر و يجزى و لا يضاف فيوازى فى وجوده لا يحاذى و لا
باين فيحاط به و يحوى و لا بمتى فينتقل من مدة الى اخرى و لا بوضع فيكتنفه النهايات
و يختلف عليه الحدود و الهيئات و لا بجدة فيشمله شامل و لا بانفعال فيغير وجوده
فاعل و لا بفعل الا ابداعا فيرتفع عن محل الزمان ارتفاعا الزمان عنه فى الافق
الاقصى و ناحية الجوهر الادنى عند اشتمال الحركة على متقدم و متأخر وجود الجسم فى
تبدل و تغير و الدهر وعاء زمانه و نسبته مبدعاته الى اختلاف احيانه و المكان يلى
الزمان وجودا فيحده اوائل علل الزمان تحديدا واحد لا ينقسم تقديرا و لا حدا واحد
لا يقارن نظيرا و لا ضدا واحد كلمة و عددا واحد ذاتا و نعتا قهار العدم بالوجود و
التحصيل جبار لما بالقوة بالفعل و التكميل ذو قوة غير متناهية شدة و للمقوى عليها
عدة و مدة و حكمته هيأت لكل شيء اسباب فعاله و رحمته تهدى كل شيء الى خصائص
كماله ذات يفيض عنه كل وجود و ترتب عنه الموجودات ترتب مقدر محدود ليس فى طباع
الكثرة ان توجد عنه معا و لا فى قوة الجسم ان يظهر عنه مبدعا كل مبدع واجب الوجود
لوجوب وجوده ممكن فى حد نفسه و وجوده و يفيض عنه وجود جواهر روحانيه لا زمانية و
لا مكانيه صور عارية عن المواد عالية عن القوة و الاستعداد تجلى لها فاشرقت و
طالعها فتلألأت و القى فى هويتها مثاله فاظهر منها افعاله و كان بما لها