الاول وجود ملك و بما يختص بها من ذاتها وجود فلك فابدع بتوسطهن
اجساما زمانية يشتمل اكثرها على اجسام نورانيه اشكالها افضل الاشكال و هو المستدير
و ألوانها احسن الالوان و هو المستنير و صورها اشرف الصور لبراءتها عن الاضداد و
الانداد و امنها من التغير و الفساد بين فلكى معدل النهار و البروج و فلكى
الاستواء و التعويج و لو كان (كن) افلاكا دون النيرات لما اختلفت الاوقات الكائنة
لنشو الحيوان و النبات و لو كان نيرات بلا افلاك لما زهق انبثاث الأضواء فى عالم
الكون و الفناء و لو لم يكن الفلك المائل عن معدل النهار لاستوت الفصول و تشابهت
احوال النواحي و الاقطار سبحانك انت ذو قوة غير متناهية وجود لم يبقى فى اعطاء
الوجود من باقيه و كان ممتنعا وجود ما لا يتناهى معا و ان يوجد الا مفارقا لا
مجتمعا فخلقت الهيولى الاولى ذات قوة غير متناهية فى الانفعال كما انك ذو قوة غير
متناهية فى الفعال و علمت ان الكون و الفساد لا يتم الا بجامع و مبدد و ذى انقياد
للمتكون و استقصاء على المفسد فخلقت الحرارة مبددة فى ذاتها و البرودة جامعة فى
صفاتها و الرطوبة لينقاد بها الاجسام للتخليق و التشكيل و اليبوسة ليتماسك بها ما
اخذت من التقويم و التعديل و خلقت منها العناصر الاولى و اسكنت سخينها المحل
الاعلى و لو اسكنته العنصر البارد لتسخن بحركة الفلك و لما بقى كائن الا هلك
لاستيلاء الحرارة على ساير الاكوان بالقوة و المكان و خلقت العناصر الاولى ذات
شفاف فى الطباع و الا لامتنع عن النفوذ فيها ساطع الشعاع و خلقت الارض ذات لون
غبراء و الا لما وقف عليها الضياء الّذي هو علة للحرارة الغريزية الفاعلة للاكوان
الطبيعية فخلقت منها جمادا و نباتا و حيوانا استثناء فمتكون و فاسد و متولد و كان
الغرض المقدم من ذلك خلقة الانسان فخلقت من فضالته سائر الاكوان لئلا يفوت عنصرا
حقه و يقصر عن قابل مستحقه و خلقت الانسان ذا نفس ناطقه ان كان زكيها بالعلم و
العمل فقد شابه جواهر اوائل العلل اذا اعتدل مزاجه فعدم الاضداد فشاكل بها السبع
الشداد و فارقت صورته القوابل فشاكل بها العلل الاوائل ربنا و رب مبادينا اياك
نروم و أليك نصلى و لك نصوم و عليك المعول و انت المبدأ الاول نسألك التوفيق
للعصمة و التنبيه من الغفلة و كف الشبهة و افاضة الهداية انك ولى ذلك و اوله و
آخره و ان تصلى على صاحب الشريعة محمد و آله الطاهرين و الحمد لله رب العالمين