نام کتاب : المباحثات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 46
فعله [128]
متعلق [129] بما به قوامه من [130] الموضوع، فليس يكفي وجوده و وجود
المستعد كيف كان؛ بل أن يقع على حالة يكون للموضوع بوضعه فيها توسّط، و ذلك
التوسّط غير متشابه، فإن أوضاع الجسم من الأجسام الاخر غير متشابهة [131] و توسّط الموضوع بين القوّة التي فيه
و بين الأجسام الاخر [132]
غير متشابه ليس كوجود الجوهر الروحاني بالقياس إلى كل جسم مستعد؛ و لذلك يختلف
تأثير الاجسام بحسب القرب و البعد [133]. و توسّط الموضوع بين القوّة و بين ما لا وضع له- التوسط الخاصّ
بالموضوع [134]- محال، فإن
[135] توسط الموضوع بين القوة و بين ما لا وضع له أصلا، لا زيادة معنى له
على وجود القوّة، و إن ذلك لا يضيف إلى وجود القوة شيئا أصلا إن رفعنا لوازم
الوضع، فيكون حينئذ القوة- و إنما قوامها بتوسط الموضوع- [يصدر [136] عنها فعل بلا توسط الموضوع] [137] فليس المحوج إلى [138] أن يكون المنفعل [139] ذا وضع هو النسبة مطلقا، حتى يمكن أن
يقال في جانب الفاعل الروحاني ما قال- بل نسبة ما يفعل بتوسط موضوعه، و هذه النسبة
لا توجد بين القوة و بين ما لا وضع له- و إن وجدت نسب
[140] اخرى- و إذا لم توجد، لم يوجد
[141] الفعل و الانفعال.
(26) و أما الروحاني فليس يحتاج الى تخصيص
حال له حتى يفعل به؛ حتى إن لم يكن ذلك المخصص
[142] لم يتم الفعل و الانفعال؛ بل يكفيه
[143] وجود ذاته في أن يكون فاعلا في المستعدات.
و أما هذا فيحتاج إلى توسط الموضوع، و ذلك لا يتم فيما بينه و بين ما
لا وضع له.