نام کتاب : إلهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين جلد : 1 صفحه : 141
اللغة. فإنّ الصنع و الإيجاد يدلّان في اللغة على شعور و اختيار،
بخلاف الفعل؛ و وضع الفعل بإزاء المعنى المشترك بينها، لأنّه أدلّ عليه [1]. و أمّا المتكلّمون فيزعمون أنّ
الفاعل في اللغة لا يطلق إلّا على الفاعل بالإرادة، فردّ الشيخ عليهم باستشهاد
العرف.
أمّا في المقام الأوّل: فهو أنّه
[3] إذا وجد شيء بعد عدم بسبب شيء آخر فلا شكّ أنّ هناك وجودا بعد عدم
بسبب ذلك الشيء، سواء كان ذلك الوجود بعد العدم يسمّى
[4] فعلا أو لم يسمّ، فلا يضرّ في ذلك الفرض. فهناك ثلاثة أشياء:
الوجود، و العدم، و كون الوجود بعد العدم. فالمتعلّق بالفاعل ليس هو العدم لأنّه
نفي صرف لا يحتاج إلى فاعل [4]، و لا كونه وجودا بعد عدم لأنّه وصف يعرض هذا
الوجود لذاته. فتعيّن أن يكون المتعلّق الوجود إمّا من جهة الحدوث، أو من جهة
الإمكان.
قال الإمام: البحث هاهنا إمّا عن أنّ
[5] المحتاج إلى الفاعل من المفعول أيّ شيء هو؟ أ هو عدمه السابق؟ أو
وجوده [6] الحاصل؟ أو كونه مسبوقا بالعدم؟ و
إمّا عن سبب احتياجه إلى الفاعل، أ هو العدم السابق؟ أو الوجود الحاصل [7]؟ أو كونه مسبوقا بالعدم؟ و كلام الشيخ
في هذا الفصل مجمل و [8]
محتمل لكلّ واحد من الأمرين.
أمّا البحث عن المحتاج [9] إلى الفاعل فهو ما ذكرنا [10]، و أمّا البحث عن علّة الاحتياج فهو إنّ العدم السابق لا يجوز أن
يكون علّة له، و لا الحدوث أعني [11]: كون الوجود بعد العدم، لأنّه كيفية مفتقرة إلى الوجود ... إلى
آخره.