responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عمارة قبور النبي و أهل بيته« ص» مشعر إلهي نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 93

عن أبي حمزة الثمالي، قال: قال لنا علي بن الحسين (ع): أي البقاع أفضل؟ فقلنا: الله ورسوله وأبن رسوله أعلم، فقال لنا: أفضل البقاع ما بين الركن والمقام، ولو أن رجلًا عمّر ما عمّر نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً، يصوم النهار ويقوم الليل في ذلك المكان ثم لقى (لقي) الله بغير ولايتنا لم ينفعه ذلك شيئاً [1].

خلاصة الكلام:

أن الآية أشارت إلى كل من محذور التكذيب ومحذور الأستكبار والصد عنها وإن كلًا منها موبقة برأسه والمقصود من الآيات التي يكذب بها في قبال التصديق بها هم الحجج الناطقين عن السماء من الأنبياء والأوصياء كما ورد أطلاق الآية على النبيّ عيسى ابن مريم: [وَ جَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَ أُمَّهُ آيَةً] [2] كما أن التعبير في الآية: [اسْتَكْبَرُوا عَنْها] هو تضمين للاستكبار والصد عنها وهذا التعبير بعينه قد استعمله القرآن الكريم في قصة إبليس مع آدم كما ورد: [أَبى وَ اسْتَكْبَرَ] كما سيأتي التعبير من موقف المنافقين مع سيد الأنبياء في قوله تعالى: [وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَ رَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَ هُمْ مُسْتَكْبِرُونَ] [3].

فهذه الآية تُنذر بالتهديد كلًا من التهديد الذي يقابل التصديق وتُنذر بالأستكبار الذي يقابل الخضوع والتوجه.

إن كلًا من هذين الفعلين يسد أبواب السماء عن صعود إيمان العبد وعمله إلى الله وأن المفتاح لأبواب السماء ولوفود عقيدة العبد وعمله إلى الله (الحضرة الإلهية) هو ليس صرف الإيمان بالحجج الإلهية بل لا بد من الخضوع إليها والتوجه بها والأقبال عليها وبالتالي التوسل بها إلى الله.

إذ قد بيّنت الآيات إن كلًا من العقيدة والعمل الصالح لا بد من ارتفاعه إلى الله في

مقام القبول كما في قوله تعالى: [إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ] [4].


[1] وسائل الشيعة ج 122: 1.

[2] المؤمنون: 50.

[3] المنافقون: 5.

[4] فاطر: 35.

نام کتاب : عمارة قبور النبي و أهل بيته« ص» مشعر إلهي نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 93
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست