responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عمارة قبور النبي و أهل بيته« ص» مشعر إلهي نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 87

الدين الذي بعث به جميع الأنبياء، وهو بدرجاته العالية غيب الله وسره المكنون الذي أمر الأنبياء بالإيمان به والتسليم له، وكان نيل مقامات النبوّة على قدر درجة التسليم لذلك الدين، وقد مدح الله تعالى أنبياءه لكونهم مسلمين، قال (عزوجل): [ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَ لا نَصْرانِيًّا وَ لكِنْ كانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَ ما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ] [1]، وقد أمر الله تعالى أنبياءه باتخاذ الإسلام ديناً، كما في قوله لإبراهيم: [إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ] [2].

إذن الدين الواحد هو الميثاق الذي أخذ على جميع الأنبياء التسليم له والإيمان به ونصرته، وهو دين النبيّ الأكرم (ص) المتمثّل برسالته ووساطته بين الله وخلقه، فهو دين الله الناطق.

وإذا كان الأمر كذلك فكل ما هو داخل في دائرة الدين يكون من الميثاق الذي أخذ على الأنبياء الأيمان به ونصرته والتسليم له، ومن الدين ولاية أهل البيت (عليهم السلام) بنصّ القرآن الكريم، وذلك في قوله تعالى: [الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَ اخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً] [3] حيث نصّت روايات الفريقين على أن هذا المقطع من الآية المباركة نزل عند تنصيب الله (عزوجل) أمير المؤمنين (ع) لمقام الخلافة والإمامة بعد رسول الله (ص) وذلك في واقعة الغدير [4].

إذن الولاية والخلافة بعد رسول الله (ص) من الدين الذي بعث جميع الأنبياء، وقد أُكمل بتنصيب أمير المؤمنين (ع) بعد حجّة الوداع مضافاً إلى أن جملة من الآيات والأدلّة القائمة على إمامة أهل البيت (عليهم السلام) دالّة على أن إمامتهم وولايتهم من أصول الدين تتلوا أصل النبوّة، سيما وأن الأنبياء مخاطبون بآيات الولاية والقربى والمودّة عند رجوعهم للنصرة، فهم مأمورون بطاعة أولي الأمر والمودّة للقربى والتوجّه بهم إلى الله تعالى.

والحاصل: إنه لم يبعث نبيّ من الأنبياء إلا بعد أن آمن وسلّم بالدين الذي هو


[1] آل عمران: 67.

[2] البقرة: 131.

[3] المائدة: 3.

[4] لاحظ كتاب الغدير للأميني وشرح أحقاق الحق، حيث تتبعا الروايات في هذا المجال. وقد ذكر في كتاب الإمامة الإلهية الجزء الثاني أربع قراءات بديعة جديدة لآية أكمال الدين وحديث الغدير تدلل على أن الآية نازلة في الولاية ببينات مفعمة في منطوق الفاظ الآية.

نام کتاب : عمارة قبور النبي و أهل بيته« ص» مشعر إلهي نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست