responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عمارة قبور النبي و أهل بيته« ص» مشعر إلهي نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 88

ولاية الله وولاية النبيّ (ص) وأهل بيته، فالولاية دين الله الذي بتسليمه استحقّ الأنبياء مقام النبوّة كلّ بحسب ما بلغهُ من درجة التسليم، فإن للولاية والتسليم درجات وبحسب درجة التسليم لكلّ نبيّ يعطى ذلك النبيّ مقام الحظوة عند الله تعالى ويستحقّ مقام النبوّة، وإذا ازدادت درجة التسليم كان ذلك النبيّ من أولي العزم، فتفضيل الأنبياء الوارد في قوله تعالى: [وَ لَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ] [1]، كذلك تفضيل الرسل، كما في قوله تعالى: [تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَ رَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ] [2]، كلّ ذلك التفضيل بحسب درجة التسليم والتولّي لدين الله (عزوجل)، وذلك بالولاية للنبيّ الأكرم (ص) وأهل بيته، فالتسليم للنبيّ وأهل بيته والإيمان بولايتهم نوع توجّه قلبي إلى الله (عزوجل) بهم، وهو شرط لنيل المقامات العظيمة عند الله تعالى كالنبوّة والرسالة، فضلًا عن غيرها من العبادات وقبول التوبة واستدرار الأرزاق الإلهيّة.

3- لقد بيّن الله (عزوجل) حقيقة الميثاق الذي أخذه على الأنبياء وكيفية إقرارهم وإيمانهم به وثباتهم عليه، كما في قصة آدم (ع)، حيث جاء فيها أن الأمانة والميثاق الذي أقرّ به أدم وتحمّله لنيل منصب الخلافة الإلهية عبارة عن الأسماء الحيّة العاقلة الشاعرة، التي علّمها الله (عزوجل) آدم وليست هي من السماوات والأرض، بل هي ملكوتها وباطنها ومحيطة بها ومهيمنة عليها، والأسماء هم الرسول (ص) وأهل بيته (عليهم السلام)، كما تقدم في الأبحاث السابقة كما نصّت عليه روايات الفريقين، وعليه فيكون الميثاق الذي تحمّله آدم وآمن به ونال بواسطته مقام الخلافة هو الولاية للنبيّ الأكرم (ص) وأهل البيت (عليهم السلام).

كذلك الحال في الكلمات التي ابتلي بها إبراهيم (ع)، فلما أتمّهن نال مقام الإمامة، فهذه الكلمات هي ميثاق إبراهيم (ع) لما أتمّها وآمن بها وأسلم بواسطتها لله ربّ العالمين استحقّ مقام الإمامة الإلهية، وسبق أيضاً أن تلك الكلمات التي ابتلي بها إبراهيم وكان إتمامها سبباً لنيل المقامات العالية هم محمّد (ص) وآله الطاهرين (عليهم السلام).

إذن الميثاق عبارة عن أمتحان وابتلاء لنيل المقامات الرفيعة كالنبوّة والإمامة، والميثاق هو ولاية أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.


[1] الإسراء: 55.

[2] البقرة: 253.

نام کتاب : عمارة قبور النبي و أهل بيته« ص» مشعر إلهي نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست