نام کتاب : شرح كتاب سيبويه نویسنده : السيرافي، ابو سعید جلد : 1 صفحه : 350
و لقائل أن يقول:- و فيه نظر- و ليس تقديم الباء في" ما"
بالحسن.
قال أبو سعيد: و يجوز عندي"
ليس بذاهب أخواك"، و" ما هو بذاهب أخواك" على أن تجعل"
ذاهبا" في معنى الفعل، و ترفع ما بعده به، و تجعل الجملة في موضع خبر
المجهول، و لا تجعل" ذاهبا" خبرا له، و لكن تجعل" ذاهبا" في
موضع ابتداء و إن كان فيه الباء، و" الأخوين" مرتفعين بفعلهما، و قد سدا
مسد الخبر كما تقول:" ما ذاهب أخواك"، فترفع" ذاهبا"
بالابتداء، و ترفع" الأخوين" بفعلهما، و قد سدا مسد الخبر، و إنما دخلت
الباء على المبتدأ في هذا الموضع لنفي الذي وجب بالحرف الذي قبله، ألا ترى أنك
تقول:" ليس زيد بقائم"، فإذا استثنيت لم يجز أن تقول:" ليس زيد إلا
بذاهب" لبطلان معنى النفي.
فإن قال قائل: فأجز على هذا:"
ليس زيد بأبيه قائم"، على معنى" ليس زيد أبوه قائم"، كما
أجزت" ليس زيد بذاهب أبواه"، على معنى" ليس زيد ذاهبا أبواه".
قيل له: قولنا:" ليس زيد أبوه
قائم"،" قائم" مع الأب خبر" ليس"، و العامل فيه
الابتداء، فلا يجوز أن يبطل الابتداء بالباء و تعمله، و إذا قلنا:" ليس زيد
بذاهب أخواه"، فإنما ترفع" الأخوين" بفعلهما.
فإن قال قائل: فأنت تقول:"
بحسبك زيد"، فترفع" زيدا" بخبر المبتدأ، و قد دخلت الباء على"
حسبك".
قيل له: دخول الباء في"
حسبك"، مع جعله مبتدأ، شاذ لا يقاس عليه، ألا ترى أنك لا تقول:" بأخيك
زيد"، على معنى" أخوك زيد"، و دخول الباء على خبر كل منفي مطرد.
و من أصحابنا من لا يجيز البتة:"
ما هو بذاهب زيد"، و" ليس بذاهب أخوك"، إذا جعلت في"
ليس" ضمير الأمر و الشأن؛ لأن الأمر إنما تفسيره جملة، و لا يكون في ابتداء
الجمل" الباء"، فاحتج عليه بقوله تعالى: وَ
ما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ.
فقال مجيبا عن ذلك: يجوز أن يكون"
هو" ضمير التعمير؛ لأنه قد جرى ذكره في قوله: لَوْ
يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ و قوله:" أن يعمّر" بدل من"
هو"، و قد صار" هو" ضميرا للتعمير الذي قد تقدم الفعل الدال عليه،
كما قال:" من كذب كان شرا له". و المعنى: كان