نام کتاب : شرح كتاب سيبويه نویسنده : السيرافي، ابو سعید جلد : 1 صفحه : 351
الكذب شرا له. فاكتفى بدلالة" كذب" على إظهار الكذب.
قال سيبويه: (فلو لم يكن
في" ليس" ضمير الأمر، لما جاز" ليس خلق اللّه مثله"؛
لأن" ليس" و" خلق" فعلان، و الفعل لا يعمل في الفعل، فلا بد
من اسم يرتفع به. و قال حميد الأرقط:
فأصبحوا و النّوى عالي معرّسهم
و ليس كلّ النّوى تلقي المساكين)
فقوله" كل" ينتصب
ب" يلقي"، و" المساكين" يرتفع ب" يلقي"، و في"
ليس" ضمير الأمر، و لو لم يكن في" ليس" ضمير الأمر لارتفع"
كلّ"" بليس"، و صار" يلقي المساكين" خبر" كل"،
و احتيج إلى إضمار" كل" في" يلقي"، فيصير التقدير:" و
ليس كل النوى يلقيه المساكين"، و هو قبيح؛ لأن حذف الهاء من الإخبار قبيح؛
ألا ترى أنه لا يحسن أن تقول:
" زيد ضربت" في معنى" زيد ضربته".
قال: (و لا يحسن أن تحمل"
المساكين" على" ليس" و قد قدمت. فجعلت الذي يعمل فيه الفعل الآخر
يلي الأول، و هذا لا يحسن و لا يجوز).
يعني لا يجوز أن ترفع"
المساكين"،" بليس"، و قد جعلت الذي يلي، ليس" كل"، و هو
منصوب ب" يلقي"؛ لأن" كان" و" ليس" و أخواتهما لا
يليهن منصوب يغيرهن، و لا يجوز أن تقول:" كانت زيدا الحمّى تأخذ"،
أو" كانت زيدا تأخذ الحمى"، و ذلك أن" كان" و بابها أن تعمل
الرفع و النصب، فلا يجوز أن يليه إلا شيء يعمل فيه أو في موضعه، فإذا قلت:"
كانت زيدا الحمى تأخذ"، فإنما تنصب" زيدا" ب" تأخذ" لا
ب" كان".
و قد احتج بعض من يجيز هذا بقول
الفرزدق:
قنافذ هدّاجون حول خبائهم
بما كان إيّاهم عطية عوّدا
و هذا البيت لا حجة فيه؛ لأنه يجوز
أن يكون جعل في" كان" ضمير الأمر و الشأن، و تنصب" إياهم"
ب" عوّدا" و تجعل الجملة في موضع خبر للضمير الذي في" كان"، و
يجوز أن تكون زائدة و يكون تقديره:" بما إياهم عطية عودا"، كما
يقال:" الذي إياهم عطية
[1] البيت لحميد الأرقط الأعلم 1/ 35، ابن عقيل 1/ 162، و بدون
نسبة في الأشموني 1/ 117، الخزانة 4/ 58.