نام کتاب : شرح كتاب سيبويه نویسنده : السيرافي، ابو سعید جلد : 1 صفحه : 342
و ... تسفهت
أعاليها مرّ الرياح ...
(كأنه قال: تسفهتها الرياح).
فقد صار رد الخيل بمنزلة الخيل،
فكأنه قال ليس بمعروفة لنا الخيل، و لا مستنكر عقرها، و العقر يعود إلى الخيل، غير
أنه قد جعل الرد بمنزلة الخيل، فجعل عقرها من سبب الرد.
ثم قال سيبويه: (كأنه قال:"
ليس بآتيك منهيها، و ليس بمعروفة ردها" حين كان من الخيل، و الخيل مؤنثة،
فأنث).
يعني: أنا لما جعلنا منهيّها
بمنزلة الأمور، و ردها بمنزلة الخيل، فكأنهما قد صارا مؤنثين، فعاد إليهما ضمير
المؤنث في مأمورها و في تعقّرا.
قال: (و هذا مثل قوله تعالى:
بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَ هُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ
رَبِّهِ وَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ).
و حدّ الأول على اللفظ، و جمع ما
بعده على المعنى، فكذلك ذكر" بآتيك منهيها"، و" بمعروف لنا
ردها"، على اللفظ، و أنث مأمورها و تعقرا على المعنى.
قال الأخفش: هذا كله يجوز فيه
النصب و إن كان الأخير ليس من سبب الأول؛ لأن" ليس" إن قدمت فيها الخبر،
أو أخرته فهو سواء.
قال أبو سعيد: و قد ذكرنا هذا.
قال الأخفش: و ليس هذان البيتان
على ما زعم سيبويه في الجر؛ لأنه لا يجوز عنده العطف على عاملين و إن لم يكن
الثاني من سبب الأول.
و قال أبو سعيد: كان الأخفش
يجيز" و لا قاصر عنك مأمورها"،" و لا مستنكر أن تعقّرا"، و إن
لم يكن" مأمورها" من سبب منهيها، و لا" عقرها" من سبب ردّها؛
لأنه يجيز" ليس زيد بقائم و لا قاعد عمرو"، عطفا على عاملين.
و زعم الأخفش أن سيبويه غلط في
إنكار العطف على عاملين، و أنه جائز مثل قول