نام کتاب : شرح كتاب سيبويه نویسنده : السيرافي، ابو سعید جلد : 1 صفحه : 341
و" الأب" مرتفع بفعله فكأنك قلت:" ليس زيد بقائم
أبوه"، فجاز؛ لأنه من سبب" زيد".
فتأول سيبويه في البيت تأويلا
أخرجه إلى مثل هذا فأجاز:" و لا قاصر عنك مأمورها".
و ذلك أنه جعل منهي الأمور بمنزلة
الأمور؛ إذ كان البعض قد يجوز أن يجرى مجرى ما أضيف إليه، فجعل منهي الأمور إذ كان
بعضها بمنزلة الأمور. فكأنه قال:" ليس بآتيك الأمور، و لا قاصر عنك
مأمورها"، و" مأمورها" من سبب الأمور. و قد جعل المنهي كأنه هو
الأمور، فقد صار المأمور من سبب المنهي.
ثم استشهد لجعله منهي الأمور
بمنزلة الأمور بقول جرير:
إذا بعض السّنين تعرّقتنا
كفى الأيتام فقد أبي اليتيم
و قد مر البيت.
قال: و مثل ذلك قول النابغة
الجعدي:
فليس بمعروف لنا أن نردّها
صحاحا و لا مستنكرا أن تعقّرا
الرفع و النصب في"
مستنكر" مثلهما في" و لا قاصر عنك ...".
و أما الخفض على مذهب سيبويه فعلى
تأويل أن يجعل الثاني من سبب الأول:
و ذلك أن قوله:" فليس بمعروف
لنا أن نردها" يريد: ردها. أي: رد الخيل. و قبله.
و ننكر يوم الرّوع ألوان خيلنا
من الطّعن حتى نحسب الجون أشقرا
فإذا قال:" فليس بمعروف لنا
رد الخيل"، جاز أن تجعل رد الخيل بمنزلة الخيل.
كما قال:
طوال الليالي أسرعت في نقضي)
و المعنى: الليالي أسرعت
[1] البيت لجرير الديوان: 507، الخزانة 2/ 167، سر الصناعة 1/ 14.