نام کتاب : شرح كتاب سيبويه نویسنده : السيرافي، ابو سعید جلد : 1 صفحه : 254
يعمل بالفعل عند الضرورة من التنوين و الجر ما يعمله بالاسم الذي لا
ينصرف، فعلمنا أن الذي فرق بينهما أنه يرد الاسم إلى حالة قد كانت له، و ليس للفعل
أصل في التنوين و الجر يردّه إليه عند الضرورة، و قد ذكرنا حذف ما لا يحذف في
الشعر بما أغنى عن إعادته.
و أنشد سيبويه لخفاف بن ندبة:
كنواح ريش حمامة نجديّة
و مسحت بالّلثتين عصف الإثمد
استشهد في حذف الياء من" كنواح" و كان ينبغي أن
يقول:" كنواحي"، و إنما حذف الياء تشبيها بالياء التي تسقط في الواحد،
لدخول التنوين، كقولك:" قاض" و" رام"، و الإضافة و الألف و
اللام معاقبتان للتنوين، فسقطت الياء للإضافة، كما سقطت مع التنوين.
و زعم أبو محمد التّوّزيّ، و هو من متقدّمي أهل اللغة من أصحاب أبي
عبيدة، أنه بلغه أن ابن المقفع وضع هذا البيت. و قال أبو عمر الجرمي: هو لخفاف.
و الوجه: الأيدي. و إنما يصف أنه مضى بسيفه. و هو المنصل، في نوق
فعقرهنّ، و دميت أيديهن فخبطن السّيور المشددة على أرجلهن، و هي السّريح الذي
ذكره.
و أنشد سيبويه للنجاشي:
فلست بآتيه و لا أستطيعه
ولاك اسقني إن كان ماؤك ذا فضل
أراد: و لكن.
و أنشد سيبويه لمالك بن حريم الهمداني، و حريم هو اسم أبيه، المعروف
عند الرواة و أهل اللغة. و كان أبو العباس المبرد يقول: خزيم، و ينسب في ذلك إلى
التصحيف.
قال أبو سعيد: و أخبرني أبو بكر بن السراج أنه وجد بخط بعض
اليزيديين: حريم و خريم جميعا. قال:
فإن يك غثّا أو سمينا فإنّني
سأجعل عينيه لنفسه مقنعا
أراد: لنفسهي، و هو يصف ضيفا؛ يقول: إن كان ما عندي غثّا أو سمينا،
فإنني