responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح كتاب سيبويه نویسنده : السيرافي، ابو سعید    جلد : 1  صفحه : 253

ذهب بالحوادث مذهب الحدثان.

و هذا الباب إذا تقدم الفعل فيه لم يستقبح تذكير المؤنث فيما ليس بحيوان، كقوله تعالى: وَ أَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ [1] و قوله تعالى: فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ‌ [2] لأن الفعل إذا تقدم، فهو عار من علامة الاثنين و الجماعة، فشبهوا تعرّيه من علامة التأنيث بذلك.

و إذا كان الفاعل مؤنثا حيوانا، و تقدّم الفعل، لم يحسن التذكير إلا في الشّعر، لا يحسن أن تقول:" ذهب هند" و لا" ذهب امرأة".

قال جرير:

لقد ولد الأخيطل أمّ سوء

على جار استها صلب و شام‌ [3]

و قال آخر:

إذ هى أحوى من الرّبعىّ خاذله‌

و العين بالإثمد الحاريّ مكحول‌ [4]

و كان ينبغي أن يقول: مكحولة؛ لأن العين مؤنثة، فتأول تأويل الظروف.

و قال آخر:

أرى رجلا منهم أسيفا بماله‌

يضمّ إلى كشحيه كفّا مخضّبا [5]

قال سيبويه:" اعلم أنه يجوز في الشّعر ما لا يجوز في الكلام من صرف ما لا ينصرف يشبهونه بما ينصرف من الأسماء، لأنها أسماء كما أنها أسماء، و حذف ما لا يحذف، يشبّهونه بما قد حذف و استعمل محذوفا".

قال أبو سعيد: أما قوله:" يجوز في الشعر صرف ما لا ينصرف" فقد ذكرناه.

و قوله:" يشبهونه بما ينصرف من الأسماء" يريد أنهم يشبهون ما لا ينصرف بما ينصرف و تشبيههم له به أنهم يردّونه إلى أصله الذي هو من الصرف بحق الاسمية.

و الدليل على أن الاسم الذي لا ينصرف أصله الصرف، أن الشاعر لا يجوز له أن‌


[1] سورة هود، آية: 67.

[2] سورة البقرة، آية: 275.

[3] البيت في ديوانه 515، و خزانة الأدب 2/ 368.

[4] البيت لطفيل الغنوي في ديوانه 49، و سيبويه 1/ 240.

[5] البيت للأعشى الكبير في ديوانه 89، و خزانة الأدب 3/ 156، و اللسان (خضب).

نام کتاب : شرح كتاب سيبويه نویسنده : السيرافي، ابو سعید    جلد : 1  صفحه : 253
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست