responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح كتاب سيبويه نویسنده : السيرافي، ابو سعید    جلد : 1  صفحه : 252

و قد ذكر سيبويه هذه الأبيات و غيرها مما يشاكلها في باب بعد هذا. و نحن نستقصى الكلام فيها إذا صرنا إليها.

و احتج أبو العباس في تجويز هذا المعنى، و جودته في غير الشعر بقوله تعالى:

فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ‌ [1] فذكر أنه أجرى" خاضعين" على الهاء و الميم التي أضيفت إلى الأعناق، و اعتمد على أصحابها فقال: فظلوا لها خاضعين، فكذلك إذا قلت:

شرقت صدر القناة، كأنك لم تذكر الصدر و اعتمدت على ما أضيف إليه الصدر.

و هذه الآية فيها تأويلات غير ما تأول أبو العباس، منها: أن الأعناق هم الرؤساء، كما يقال:" هؤلاء رؤوس القوم" و" هؤلاء وجوه القوم" يراد به الرؤساء و المنظور إليهم، و ليس القصد إلى الرؤوس المركّبة على الأجساد، و لا إلى الوجوه المخلوقة في الرؤوس، فكأنه قال: فظلّت رؤساؤهم خاضعين.

و منها أن أبا زيد حكى و غيره أن العرب تقول:" عنق من النّاس" في معنى جماعة.

قال الهذلي:

تقول العاذلات أكلّ يوم‌

لرجلة مالك عنق شحاح‌

كذلك يقتلون معي و يوما

أؤوب بهم و هم شعث طلاح‌ [2]

فجعل العنق الجماعة.

و قال الشاعر في تذكير ما ينبغي تأنيثه:

فلا مزنة ودقت ودقها

و لا أرض أبقل إبقالها [3]

أراد: و لا أرض أبقلت إبقالها، و قد كان يمكنه أن يقول: و لا أرض أبقلت ابقالها، فيخفف الهمزة غير أنه آثر تحقيقها، فاضطره تحقيقها إلى تذكير ما يجب تأنيثه، و تأوّل في الأرض المكان؛ لأن الأرض مكان، فذكّر لذلك. و من ذلك قوله:

فإمّا ترى لمّتي بدّلت‌

فإنّ الحوادث أودى بها [4]


[1] سورة الشعراء، آية: 4.

[2] البيتان في ديوان الهذليين 237.

[3] البيت لعامر بن جوين الطائي في سيبويه 1/ 240، و الخزانة 1/ 21، و ابن يعيش 5/ 94، و اللسان (ودق).

[4] البيت للأعشى في ديوانه 120، و سيبويه 1/ 239، و الخزانة 4/ 578، و ابن يعيش 5/ 95.

نام کتاب : شرح كتاب سيبويه نویسنده : السيرافي، ابو سعید    جلد : 1  صفحه : 252
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست