responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح كتاب سيبويه نویسنده : السيرافي، ابو سعید    جلد : 1  صفحه : 251

" الوجه" لم تجعل فيه ضميرا من الأول، و إن رفعته جعلت فيه ضميرا من الأوّل فقلت:

" حسن وجهها" فإذا اضطر الشاعر فلم يرفع و جعل فيه ضميرا، فقد وضع الإعراب في غير موضعه، و احتمل له ذلك للضرورة، و البيت تقديره على هذا: جونتا مصطلاهما، بمنزلة: حسنتا أوجههما، فجونتا بمنزلة حسنتا، و مصطلاهما بمنزلة: أوجههما.

و كان الوجه أن يقول: جونتا المصطلى أو المصطلين، و لا يجعل فيه ضميرا، و سنذكر أحكام هذا إن شاء اللّه تعالى.

باب تأنيث المذكر و تذكير المؤنث‌

قال أبو سعيد: فمن ذلك قول عمر بن أبي ربيعة:

و كان مجنى دون من كنت أتّقي‌

ثلاث شخوص كاعبان و معصر [1]

فحذف الهاء من ثلاثة، و كان ينبغي أن يقول، ثلاثة شخوص، من قبل أنّ الشخص مذكّر، و لكنه ذهب به مذهب النسوة؛ لأنهن كن ثلاث نسوة.

و قال آخر:

و إنّ كلابا هذه عشر أبطن‌

و أنت بري‌ء من قبائلها العشر [2]

أراد بالأبطن القبائل، فذهب مذهب القبائل في تأنيثها، و إلا فقد كان الوجه أن يقول: عشرة لتذكير البطن.

و مما يجري مجرى الضرورة عند كثير من النحويين، و يذهب أبو العباس إلى تجويزه في غير الشعر: تأنيث المذكّر المضاف إلى المؤنث، كقولك:" ذهبت بعض أصابعه"،" و اجتمعت أهل اليمامة". قال الشاعر:

و تشرق بالقول الّذي قد أذعته‌

كما شرقت صدر القناة من الدّم‌ [3]

و إنما الوجه أن يقول: كما شرق صدر القناة، لأن الصّدر مذكّر، و الفعل له. و مثله:

إذا بعض السّنين تعرّقتنا

كفى الأيتام فقد أبي اليتيم‌ [4]

و إنما الوجه أن يقول: تعرّقنا؛ لأن الفعل للبعض و هو مذكّر.


[1] البيت في ديوانه ص 100.

[2] البيت بلا نسبة في المذكر و المؤنث للمبرد 108.

[3] البيت للاعشى الكبير في ديوانه 94، و اللسان (شرق).

[4] البيت لجرير في ديوانه 507، و الخزانة 2/ 167، و ابن يعيش 5/ 96، و اللسان (عرق).

نام کتاب : شرح كتاب سيبويه نویسنده : السيرافي، ابو سعید    جلد : 1  صفحه : 251
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست