و يروى:" الإضخمّا"، و" الضّخمّا" فمن
قال:" الضّخمّا" جعله على مثال:" خدبّ" و" هجفّ". و
من قال:" الإضخمّ" جعله على مثال:" إرزبّ"، و ليس الشاهد في
واحد منهما، و إنما الشاهد في" الأضخمّا" لأنه كان ينبغي أن يقول"
الأضخم" مثل قولك:
" الأعظم"
و" الأكبر". و أنشد لحنظلة بن فاتك:
أيقن أنّ الخيل إن تلتبس به
يكن لفسيل النخل بعده آبر
أراد:" بعد هو" و هو يصف رجلا بالشجاعة و الإقدام، يريد
أنه قد علم أنه إن قتل أو مات لم تتغيّر الدّنيا، و كان للنخل من يقوم بها و
يصلحها. و الآبر: الملقح للنّخل.
و أنشد لرجل من باهلة:
أو معبر الظّهر ينبي عن وليّته
ما حجّ ربّه في الدنيا و لا
اعتمرا
يريد:" ربّهو في الدنيا".
و هذا رجل لصّ يتمنى سرقة جمل معبر الظهر، و هو الذي على ظهره و بر
كثير، و هو سمين لسمنه ينبي عن وليّته و هي البرذعة. و ينبي عنها: يزيلها و
يرفعها. و قوله:" ما حج ربّه" يريد أن صاحبه لم يحج عليه فينضيه، فهو
يتمناه في أحسن ما يكون.
و معنى البيت أنه يهجو رجلا و يقول إنه لا خير عنده قليل و لا كثير؛
و ذلك أن الجنوب أغزر الأرواح عندهم خيرا؛ لأنها تجمع السحاب و تلقح المطر، و
الصّبا أقل الأرواح عندهم خيرا، لأنها تقشع الغيم، فليس لهذا المهجو خير قليل و لا
كثير.
و قال بعضهم: الأرواح التي فيها الخير و نماء الأشياء: الجنوب و
الصّبا، فالجنوب
[1]البيت في ملحق ديوانه 183، و سيبويه 1/ 11، و
اللسان (ضخم).