responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح كتاب سيبويه نویسنده : السيرافي، ابو سعید    جلد : 1  صفحه : 255

أبذله و أقدمه إليه كلّه حتى يقنع به. و قوله:" عينيه" يريد: ما تراه عيناه. و أنشد سيبويه لرؤبة:

ضخم يحبّ الخلق الأضخمّا [1]

و يروى:" الإضخمّا"، و" الضّخمّا" فمن قال:" الضّخمّا" جعله على مثال:" خدبّ" و" هجفّ". و من قال:" الإضخمّ" جعله على مثال:" إرزبّ"، و ليس الشاهد في واحد منهما، و إنما الشاهد في" الأضخمّا" لأنه كان ينبغي أن يقول" الأضخم" مثل قولك:

" الأعظم" و" الأكبر". و أنشد لحنظلة بن فاتك:

أيقن أنّ الخيل إن تلتبس به‌

يكن لفسيل النخل بعده آبر

أراد:" بعد هو" و هو يصف رجلا بالشجاعة و الإقدام، يريد أنه قد علم أنه إن قتل أو مات لم تتغيّر الدّنيا، و كان للنخل من يقوم بها و يصلحها. و الآبر: الملقح للنّخل.

و أنشد لرجل من باهلة:

أو معبر الظّهر ينبي عن وليّته‌

ما حجّ ربّه في الدنيا و لا اعتمرا

يريد:" ربّهو في الدنيا".

و هذا رجل لصّ يتمنى سرقة جمل معبر الظهر، و هو الذي على ظهره و بر كثير، و هو سمين لسمنه ينبي عن وليّته و هي البرذعة. و ينبي عنها: يزيلها و يرفعها. و قوله:" ما حج ربّه" يريد أن صاحبه لم يحج عليه فينضيه، فهو يتمناه في أحسن ما يكون.

و أنشد سيبويه للأعشى:

و ما له من مجد تليد و ما له‌

من الرّيح فضل لا الجنوب و لا الصّبا [2]

أراد:" و ما لهو".

و معنى البيت أنه يهجو رجلا و يقول إنه لا خير عنده قليل و لا كثير؛ و ذلك أن الجنوب أغزر الأرواح عندهم خيرا؛ لأنها تجمع السحاب و تلقح المطر، و الصّبا أقل الأرواح عندهم خيرا، لأنها تقشع الغيم، فليس لهذا المهجو خير قليل و لا كثير.

و قال بعضهم: الأرواح التي فيها الخير و نماء الأشياء: الجنوب و الصّبا، فالجنوب‌


[1] البيت في ملحق ديوانه 183، و سيبويه 1/ 11، و اللسان (ضخم).

[2] البيت في ديوانه ص 90، و سيبويه 1/ 12.

نام کتاب : شرح كتاب سيبويه نویسنده : السيرافي، ابو سعید    جلد : 1  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست