responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح كتاب سيبويه نویسنده : السيرافي، ابو سعید    جلد : 1  صفحه : 238

على التذكير، فلما كان في المعنى أمرا لها بتذكيره استعمل فيه لفظ الأمر، إذ كان المعنى عليه.

و هذا يشبه قولهم:" أنت الّذي قمت" و ذلك أنه لما كان الاسم المبدوء به للخطاب، و الثاني للغائب، و معناه معنى الأول، لم تحفل به، و ردّ الضمير إلى الأوّل، فقام ردّ الضمير إلى الأول مقام ردّه إلى الثاني، إذ كان هو هو في المعنى. و كذلك قوله:

" و كوني بالمكارم ذكريني" أراد: و ذكريني بالمكارم، أي كوني مذكرة لي بالمكارم.

و أدخل:" كوني" ليتوصل بها إلى ما بعدها، إذ كانت الفائدة فيه. و من ذلك قوله:

مهما لي اللّيلة مهما ليه‌

أودى بنعليّ و سر باليه‌

إنكّ قد يكفيك بغي الفتى‌

و درأه أن تركض العاليه‌

و مهما لا تكون إلا في الشرط و الجزاء كقولك:" مهما تفعل أفعل" و هذا الشاعر لم يرد ذلك، و إنما أراد:" مالي الّليلة"، مستفهما، ثم زاد" ما" الأخرى، كما تزاد صلة في مواضع، و كره اجتماع اللفظين، فقلب من الألف الأولى هاء، و لو لم يقلب لم ينكسر البيت و لم يفسد، و لكنه استقبح تكرير اللفظين، ففعل فيه ما يفعله في غير الضرورة، لتشاركهما في القبح عنده.

و من ذلك أن كاف التشبيه لا يتّصل بها مكنيّ في الكلام؛ لا تقول:" أناكك" و لا" أنت كي"؛ و ذلك أن معنى الكاف و مثل سواء، فإذا كنّي عن المشبّه استعملوا" مثلا" فقط، فإذا اضطر الشاعر جاز أن يأتي بعد الكاف بمكنى، إذ كان معناها معنى" المثل".

و قد يجوز اتصال المكني بمثل. قال العجاج:

و أمّ أوعال كها أو أقربا

و قال امرؤ القيس:

فلا ترى بعلا و لا حلائلا

كه و لا كهنّ إلا حاظلا


[1] البيتان لعمرو بن ملقط الطائي في الخزانة 3/ 631، و بلا نسبة في ابن يعيش 7/ 44.

[2] البيت في ملحق ديوانه 74، و الخزانة 4/ 477، و اللسان (وعل)، و ابن يعيش 8/ 16.

[3] البيتان منسوبان لرؤبة بن العجاج في ديوانه 266، و الخزانة 4/ 274.

نام کتاب : شرح كتاب سيبويه نویسنده : السيرافي، ابو سعید    جلد : 1  صفحه : 238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست