و الرابع: لو، نحو:أَنْ لَوْ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ [الأعراف، 100].
و الخامس: حرف التنفيس، و هو السين، نحو:عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ
مِنْكُمْ مَرْضى [المزمل،
20] و سوف، كقوله:
139- و اعلم فعلم المرء ينفعه
أن سوف يأتي كلّ ما قدرا
139- هذا بيت من الكامل، و قد أنشد أبو علي هذا
البيت، و لم يعزه إلى قائل معين، و هو من شواهد الأشموني (رقم 282) و ابن عقيل
(رقم 106).
الإعراب: «اعلم» فعل
أمر، و فاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، «فعلم» الفاء
حرف دال على التعليل، علم: مبتدأ، و علم مضاف و «المرء» مضاف
إليه، «ينفعه» ينفع: فعل مضارع، و فيه
ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود إلى علم هو فاعله، و ضمير الغائب العائد إلى
المرء مفعول به، و الجملة في محل رفع خبر، و جملة المبتدأ و خبره لا محل لها معترضة
بين اعلم و مفعوليه، «أن» مخففة من الثقيلة، و هي
مؤكدة عاملة للنصب و الرفع، و اسمها ضمير محذوف، و التقدير: أنه، أي: الحال و
الشأن، «سوف» حرف دال على التسويف يراد
منه تأكيد نسبة الفعل إلى فاعله، «يأتي» فعل
مضارع، «كل» فاعل يأتي مرفوع بالضمة
الظاهرة، و كل مضاف و «ما» اسم
موصول مضاف إليه، مبني على السكون في محل جر، «قدرا» قدر:
فعل ماض مبني للمجهول، و الألف للإطلاق، و نائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو يعود إلى ما الموصولة، و جملة الفعل الذي هو قدر و نائب فاعله لا محل
لها صلة الموصول، و جملة يأتي مع فاعله في محل رفع خبر أن، و جملة أن مع معموليها
سدت مسد مفعولي اعلم.
الشّاهد فيه: قوله «واعلم أن سوف يأتي- إلخ» حيث استعمل فيه أن المؤكدة المخففة من
الثقيلة، و أعملها في اسم هو ضمير الشأن محذوفا و خبر هو جملة «يأتي» مع فاعله، و فصل بين أن و
جملة خبرها بحرف التسويف الذي هو سوف.
و مثل هذا البيت قول حرى بن ضمرة النهشلي:
[1]سورة المائدة، الآية: 113. و من الفصل بقد
كالآية قول الكعبر الضبي (الكامل للمبرد 1/ 49).
أخبر من لاقيت أن قد وفيتم
و لو شئت قال المخبرون: أساؤوا
نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 305