نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 291
[اقترانه
بأن و عدمه على أربعة أقسام]
أحدها: ما يجب اقترانه بها، و هو
حرى و اخلولق، تقول: «حرى زيد أن يفعل» و «اخلولقت السماء أن تمطر» و لا أعرف من
ذكر «حرى» من النحويين غير ابن مالك، و توهّم أبو حيّان أنه وهم فيها، و إنما هي
حرى بالتنوين اسما لا فعلا، و أبو حيان هو الواهم، بل ذكرها أصحاب كتب الأفعال من
اللّغويين، كالسّرقسطيّ، و ابن طريف، و أنشدوا عليها شعرا، و هو قول الأعشى:
126- إن يقل هنّ من بني عبد
شمس
فحرى أن يكون ذاك، و كانا
يعم المستثنى و غيره؛ فيصبح
استثناء متصلا، فكأنه قال: ليس بها شيء إلا اليعافير و إلا العيس، أو يتوسع في
المستثنى حتى يجعل من جنس الأنيس: أي ما يؤنس به، فيكون الاستثناء متصلا أيضا، و
المقصود أنه يجعل هذا و نحوه من نوع الاستثناء المتصل: إما بالتجوز في المستثنى
منه، و إما بالتجوز في المستثنى، و هذا ميل إلى استبعاد مجيء المستثنى المنقطع
فافهم ذلك و تدبره، و اللّه يعصمك.
126- هذا بيت من الخفيف، و قد نسبه المؤلف إلى الأعشى، و الظاهر
أنه يريد الأعشى ميمون تبعا لجماعة، و البيت ليس مما ثبت روايته عن الأعشى، و لذلك
لا تجده في ديوانه الذي شرحه أبو العباس ثعلب.
الإعراب: «إن» شرطية، «يقل» فعل
مضارع مجزوم فعل الشرط، و فاعله ضمير مستتر فيه، «هن» ضمير منفصل مبتدأ، «من بني»
جار و مجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، و جملة المبتدأ خبره في محل نصب مقول
القول، و بني مضاف و «عبد» مضاف إليه، و عبد
[1] ههنا أمران؛ الأول: أن تعرف لماذا كان خبر هذين الفعلين واجب
الاقتران بأن المصدرية، و جواب ذلك أن نقول لك: إن هذين الفعلين يدلان على رجاء
المتكلم وقوع خبرهما، و الفعل المرجو- و هو هنا الخبر- لا يكون حصوله في زمن
التكلم، و إلا لما ترجى المتكلم حصوله، و إنما يتراخى حصوله عن وقت الكلام، و
الأصل في الفعل المضارع كونه صالحا للحال و للاستقبال؛ فاحتيج إلى أن تقترن به أن
المصدرية التي تمحضه للاستقبال؛ لكي يتطابق زمنه مع زمن وقوعه بالنظر إلى كونه
مرجو الحصول.
و أما الأمر الثاني فهو: أن
المصدر الذي ينسبك من الفعل المضارع و أن المصدرية اسم حدث، و أسماء هذين الفعلين
قد تكون أسماء من أسماء الذوات، كالمثالين اللذين مثل بهما المؤلف؛ فينتج عن ذلك
أن يقع الاسم الدالّ على الحدث خبرا عن اسم دالّ على ذات، و قد سبق للمؤلف أن بين
أن ذلك لا يصح إلا على تأويل، و نحن نجيب على ذلك بأن الكلام ههنا على تأويل، و
ذلك بواحد من ثلاثة أوجه: أولها أن نقدر مضافا هو اسم معنى قبل اسم هذين الفعلين؛
فنحو «حرى زيد أن يفعل» يصير تأويله: حرى أمر زيد الفعل، و ثانيهما أن نقدر مضافا
هو اسم ذات قبل الخبر، فيصير تأويل هذا المثال: حرى زيد صاحب الفعل. و الثالث: ألا
نقدر مضافا لا قبل الاسم و لا قبل الخبر؛ و لكن نقصد المبالغة؛ فكأنك بالغت في زيد
حتى جعلته نفس الفعل، و بالغت في السماء حتى جعلته نفس الإمطار.
نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 291