نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 276
فإن بداد في الأصل علم على جنس التبدّد، كما أن فجار علم للفجرة.
[الرابع: أن يكون صاحبها معرفة و ربما جاء نكرة]
الرابع: أن لا يكون صاحبها نكرة
محضة، كما تقدم من الأمثلة؛ و قد تأتي كذلك كما روى سيبويه من قولهم «عليه مائة
بيضا» و قال الشاعر؛ و هو عنترة العبسي:
119- فيها اثنتان و أربعون
حلوبة
سودا كخافية الغراب الأسحم
فحلوبة: لتمييز العدد، و سودا:
إما حال من العدد، أو من حلوبة، أو صفة، و على هذين الوجهين ففيه حمل على المعنى؛
لأن حلوبة بمعنى حلائب، فلهذا صح أن يحمل عليها سودا، و الوجه الأول أحسن.
119- هذا بيت من الكامل من معلقة عنترة بن شداد العبسي التي
مطلعها:
هل غادر الشّعراء من متردّم؟
أم هل عرفت الدّار بعد توهّم؟
اللّغة و الرّواية: «حلوبة» أي
محلوبة، و هو في الأصل صفة لموصوف محذوف، و الحلوبة تستعمل بلفظ واحد للمفرد و
المثنى و الجمع، و يروى في مكانه «خلية»، و الخلية أن يعطف على الحوار ثلاث نياق،
ثم يتخلى الراعي بواحدة منهن، فتلك هي الخلية، «سودا» يروى بالرفع و بالنصب، و
سنبين وجه الروايتين، «كخافية» للطائر أربع خواف، و هن من ريش الجناح مما يلي
الظهر، «الأسحم» الأسود.
الإعراب: «فيها» جار و مجرور متعلق
بمحذوف خبر مقدر، «اثنتان» مبتدأ مؤخر، «و أربعون» معطوف عليه، «حلوبة» تمييز،
«سودا» من رواه بالنصب فهو يحتمل ثلاثة أوجه؛ الأول: أن يكون صفة لحلوبة، الثاني:
أن يكون حالا من العدد، الثالث: أن يكون حالا من حلوبة، و من رواه بالرفع فهو نعت
لقوله اثنتان و أربعون، قال التبريزي: «فإن قيل: كيف جاز أن
[1] اعلم أن حلوبة على زنة فعولة، و أنها بمعنى مفعولة، و أن الأصل
في فعول بمعنى مفعول أن يذكر إذا كان الموصوف به مذكرا، و يؤنث إذا كان الموصوف به
مؤنثا، و يثنى إذا كان الموصوف به مثنى، و يجمع إذا كان الموصوف به جمعا، و اعلم
أن الحال وصف لصاحبه كالخبر و النعت، و متى علمت هذا سهل عليك أن تفهم السر في كون
الوجه الأول أحسن الوجوه الثلاثة، و بيانه أن «سودا» جمع، فلو جعلته حالا من اسم
العدد لكان فيه ما يشبه وصف الجمع بالجمع، و هو صحيح بلا حاجة إلى تأويل، و لو
جعلت «سودا» حالا من حلوبة أو وصفا له لكان فيه وصف ما هو جمع لفظا؛ فلا بد له من
التأويل؛ لأن التطابق بين الوصف و الموصوف ضروري؛ و لهذا كان من اللازم أن نقول:
إن الحلوبة بمعنى الحلائب، نعني أنه إذا كان في اللفظ مفردا فهو في المعنى جمع؛
لأن العدد الذي هو اثنتان و أربعون ملحوظ فيه.
نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 276