responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 275

بالألف و اللام، كقولهم: «ادخلوا الأوّل فالأوّل» و «أرسلها العراك»، و «جاؤوا الجمّاء الغفير» أي: جميعا، و أل في ذلك كله زائدة، و قد تأتي بلفظ المعرّف بالإضافة، كقولهم: «اجتهد وحدك» أي: منفردا، و «جاؤوا قضّهم بقضيضهم»: أي جميعا.

و قد تأتي بلفظ المعرف بالعلميّة، كقولهم: «جاءت الخيل بداد» أي: متبدّدة


[1] وقعت هذه الكلمة قطعة في بيت من الوافر، و هو قول لبيد بن ربيعة العامري:

 

فأرسلها العراك و لم يذدها

و لم يشفق على نغص الدّخال‌

يصف هذا الشاعر حمار وحش ألجأ أتنه إلى أن ترد الماء مجتمعة يدفع بعضها بعضا؛ فالضمير المستتر في «أرسلها» للحمار، و البارز للأتن، و العراك: أي معتركة يدفع بعضها بعضا، و لم يذدها: أي لم يمنعها عن ذلك الاعتراك، و نغص الدخال: أي تنغصها من مداخلة بعضها في بعض بسبب ازدحامها على الماء طلبا للشرب، و محل الاستشهاد قوله: «العراك» فإنه مصدر مقترن بأل، ففيه شيئان كل واحد منهما خلاف الأصل في الحال، الأول كونه مصدرا مع أن الأصل أن تكون الحال وصفا، و الثاني كونه معرفة بدخول الألف و اللام عليه مع أن الأصل في الحال أن تكون نكرة.

[2] يقال: جاء القوم الجماء الغفير، و يقال أيضا: جاؤوا جماء غفيرا، بالتنكير في الصفة و الموصوف جميعا، و يقال أيضا: جاؤوا جماء الغفير، بالإضافة، و يقال أيضا: جاؤوا جم الغفير، بالإضافة أيضا: و يقال أيضا:

جاؤوا الجم الغفير، بالوصف، و الجماء- بفتح الجيم و تشديد الميم- وصف من الجموم، و هو الكثرة، و منه قوله سبحانه: وَ تُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا [الفجر، 20]، و إنما أنثوا الجماء لأنه في الأصل وصف لمؤنث، كان أصل الكلام: جاء القوم الجماعة الجماء، و الغفير: فعيل بمعنى فاعل من الغفر، و هو الستر، وصفت الجماعة الكثيرة من الناس بذلك لأنهم يسترون وجه الأرض، و كان حق الكلام أن يقال: جاؤوا الجماعة الغفيرة، لأن فعيلا إذا كان بمعنى فاعل تلحقه تاء التأنيث إذا كان الموصوف به مؤنثا، إلا أنهم ربما حذفوا التاء تشبيها لفعيل بمعنى فاعل بفعيل بمعنى مفعول في عدم لحاق التاء مع المؤنث، كما قال اللّه تعالى: إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ‌ في بعض التخريجات، و كما قالوا: ريح خريق.

[3] القض في الأصل: مصدر بمعنى الكسر، و المراد به ههنا معنى اسم الفاعل، و الباء في قولهم «بقضيضهم» بمعنى مع، فيصير حل العبارة: جاؤوا قاضهم مع قضيضهم: أي كاسرهم مع مكسورهم، و لو رفعت «قضهم» لجاز أن يكون بدلا من واو الجماعة في «جاؤوا» أو مبتدأ خبره الجار و المجرور، و الجملة حال.

[4] أشار المؤلف بقوله «أي جميعا» في هذا الموضع و في الموضع السابق و غيره مما ذكره من التأويل بنكرة إلى أنه يختار أن الحال إذا وقعت في كلام العرب معرفة فهي على التأويل بنكرة، و هذا مذهب جمهور البصريين الذين يوجبون أن تكون الحال نكرة، و في المسألة قولان آخران: أحدهما قول يونس بن حبيب شيخ سيبويه و جمهور البغداديين، و حاصله أنه يجوز مجي‌ء الحال معرفة مطلقا، نعني سواء أكانت في معنى الشرط أم لم تكن، و ثانيهما و هو قول جمهور الكوفيين، و حاصله أنه يجوز مجي‌ء الحال معرفة إذا كانت بمعنى الشرط، نحو قولك:

محمد الراكب أوجه منه الماشي- بنصب كل من الراكب و الماشي- و هو بمعنى إذا ركب و إذا مشى.

نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 275
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست