responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 100

و هو المضارع المتّصل بنون الإناث، نحو: (يتربّصن) و (يرضعن)، أو الماضي المتّصل بضمير رفع متحرّك ك «ضربت» و «ضربنا»، أو السّكون أو نائبه و هو الأمر، نحو: «اضرب، و اضربا، و اضربوا، و اضربي، و اغز، و اخش، و ارم».

و أقول: قد مضى أن الإعراب أثر ظاهر أو مقدّر يجلبه العامل في آخر الكلمة؛ و ذكرت هنا أن البناء ضدّ الإعراب؛ فكأنني قلت: ليس البناء أثرا يجلبه العامل في آخر الكلمة، و ذلك كالكسرة في «هؤلاء» فإن العامل لم يجلبها بدليل وجودها مع جميع العوامل.

و البناء: لزوم آخر الكلمة حالة واحدة لفظا أو تقديرا، و ذلك كلزوم «هؤلاء» للكسرة، و «منذ» للضمة، و «أين» للفتحة.

و لما فرغت من تفسيره شرعت في تقسيمه تقسيما غريبا لم أسبق إليه، و ذلك أنني جعلت المبنيّ على تسعة أقسام: [1]


- و السؤال الثاني: ما علة بناء ما بني من الأسماء؟ و الجواب عن هذا: أن جمهور النحاة يقررون أن علة بناء ما بني من الأسماء منحصرة في مشابهة الاسم للحرف، و يقسمون هذه المشابهة إلى ثلاثة أنواع:

الأول: مشابهة الاسم للحرف في الوضع، بأن يكون على حرف هجائي واحد أو على حرفين كتاء المتكلم و نون النسوة و نا.

النوع الثاني: مشابهة الاسم للحرف في المعنى، بأن يدل الاسم على معنى من المعاني التي حقها أن تؤدى بالحروف، سواء أوضع لهذا المعنى حرف كأسماء الشرط و أسماء الاستفهام أم لم يوضع مثل أسماء الإشارة.

النوع الثالث: مشابهة الاسم للحرف في الاستعمال، بأن ينوب عن الفعل و لا يتأثر بالعوامل كأسماء الأفعال، و بأن يفتقر افتقارا متأصلا إلى جملة كالموصولات.

[1] اعلم أولا أن النحاة جميعا بصريهم و كوفيهم اتفقوا على أن الأصل في الاسم الإعراب، و أنهم اختلفوا في الأصل في الفعل، فذهب البصريون إلى أن الأصل في الفعل البناء، و ذهب الكوفيون إلى أن الأصل في الفعل الإعراب، و لبيان دليل كل فريق منهما و السر في اختيار مذهب البصريين في هذه المسألة موضع غير هذا المختصر، فإن شئت فارجع إلى التحقيق البارع الذي أثرناه في كتابنا «عدة السالك لتحقيق أوضح المسالك» ثم اعلم أن الأصل في البناء أن يكون على السكون.

ثم اعلم- بعد هاتين القاعدتين- أن كل ما جاء على أصله لا يسأل عن علته، و كل ما جاء على غير أصله يسأل عن خروجه عما هو الأصل فيه ما سببه، فالاسم المبني يسأل عن علة بنائه، فيقال في الجواب عن هذا السؤال: علة بناء هذا الاسم شبهه بالحرف شبها وضعيّا أو معنويّا أو استعماليّا، ثم إن كان هذا الاسم مبنيّا على السكون لم يسأل عن سر بنائه عليه لأنه هو الأصل في البناء، و إن كان مبنيّا على الفتحة مثلا سئل فيه سؤالان،

 

نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست