الزيدين قبل الياء كسرة، و النون بعدها كما هي بعد الياء في الجمع،
فلما شابه لفظ الجمع أجري بمجراه لهذه العلّة، و فتحت النون تشبيها بنون الجمع في
اللفظ، فأما كسر النون في تضربان و فتحها في تضربين فالعلّة فيها كالعلّة في تثنية
الأسماء و جمعها.
و اعلم أن الأفعال لا تثنى و لا تجمع و إنما يلحقها[1]علامة
التثنية و الجمع على وجهين:
أحدهما: أن تكون الألف و الواو ضمير الأسماء إذا تقدمت نحو قوله:
الزيدان يقومان، و الزيدون يقومون.
و الوجه الثاني: أن تكون الأسماء الظاهرة بعد الفعل فتصير الألف و
الياء لاحقتين للفعل علامة للتثنية و الجمع و ليست بضمير
و جرّد الفعل إذا ما أسندا
لاثنين أو جمع ك"
فاز الشهدا"
و قد يقال: سعدا، و سعدوا
و الفعل للظّاهر- بعد-
مسند
[2]، و إنما زادوها ليدلوا [على][3]أن الفعل
لاثنين و جماعة كما يلحقون الفعل علامة التأنيث كقولك قامت هند ليدلوا [على][4]أن الفعل
لمؤنث فتقول على هذا: قاما الزيدان و قاموا الزيدون و ليس ذلك بالكثير في كلام
العرب[5].
و قال ابن عقيل:" مذهب جمهور العرب أنه إذا أسند الفعل إلى
ظاهر- مثنى، أو مجموع- وجب تجريده من علامة تدل على التثنية أو الجمع، فيكون كحاله
إذا أسند إلى مفرد ..."
و قال:" و مذهب طائفة من العرب- و هم بنو الحارث بن كعب، ...
أن الفعل إذا أسند إلى ظاهر ... أتي فيه بعلامة تدل على التثنية و الجمع؛ فتقول:
قاما الزيدان، و قاموا الزيدون، ... كما كانت التاء في (قامت هند) حرفا تدل على
التأنيث عند جميع العرب ..."
شرح ابن عقيل 2/ 79- 80 (دار الفكر).
[3]زيادة ليست في الأصل، فقد جاء في القاموس
(دلل): دلّه عليه دلالة، باستخدام حرف الجر (على).
[5]و هذا ما يعبر عنه النحويون بلغة (أكلوني
البراغيث) انظر التعليقة على كتاب سيبويه 1/ 37- 38، و شرح أبيات سيبويه للسيرافي
1/ 491 (دار المأمون)، و شرح ابن عقيل 2/ 85.