responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العلل في النحو نویسنده : ابن وراق، محمد بن عبدالله    جلد : 1  صفحه : 80

و هذه الضمائر أعني الألف، و الواو، و الياء، في تضربين إنها لا يكون ما قبلها من حروف الإعراب لأنه لو جعل ما قبلها من حروف الإعراب لجاز أن يسكن في الجزم فيلتقي ساكنان فكان يؤدي ذلك إلى حذف الضمير لالتقاء الساكنين، و كان أيضا يجب أن تنقلب الألف واوا إذا انضم ما قبلها و كذلك الياء فتختلط العلامات، فلما كان يؤدي إعراب ما قبل هذه المضمرات إلى ما ذكرنا بطل أن يكون ما قبلها حرف الإعراب، و لم يكن لحاق هذه الضمائر بمزيل للفعل عن استحقاق الإعراب لأن مضارعته لم تزل و لا بد من إعراب، و قد فات حرف إعرابه أن يعرب فجعلوا النون بمنزلة الضمة، و جعلت بعد هذه الضمائر، و لم يجز أن تجعل هذه الضمائر حروف الإعراب كما جعلت (الألف) و (الواو) و (الياء) في تثنية الأسماء و جمعها، لأن هذه الضمائر ليست بجزء من الفعل في الحقيقة و إنما هي أسماء في أنفسها، و لم يجز أن يكون إعراب الفعل في غيره لأنها من جهة اللفظ قد جعلت كجزء من الفعل فوجب أن يكون الإعراب بعدها، و كانت النون من سائر الحروف‌ [1] لما ذكرناه من شبهها بحرف المد، و جعل تثبيتها علامة للرفع بمنزلة الضمة و أسقط في الجزم كما تسقط الضمة، و حمل النصب على الجزم إذ كان لفظ هذه الأفعال قد صار كلغة تثنية الأسماء و جمعها، و حمل النصب على الجزم في هذه الأفعال لأن الجزم في الأفعال نظير الجر في الأسماء [2].

فإن قال قائل: أنت تذهبين إنما هو خطاب للواحدة فلم استوى نصبه و جزمه و ليس في الأسماء المفردة ما حمل نصبه على جزمه؟

قيل له: إن قلنا: أنت تضربين، و إن كان خطابا للواحدة فهو مشبه للفظ الجمع، ألا ترى أن الجمع في حال النصب و الجر يكون آخره ياء قبلها كسرة كما أن في‌


[1] أي و كانت النون هي حرف الإعراب من بين سائر الحروف.

[2] انظر شرح ذلك في الكتاب 1/ 18- 19 (هارون).

نام کتاب : العلل في النحو نویسنده : ابن وراق، محمد بن عبدالله    جلد : 1  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست