أن تزاد لأنها تستثقل و تبدل إذا كانت أصلية نحو قوله تعالى[1]:وَ
إِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ [المرسلات: 77/ 11][2]و أرخ الكتاب و الأصل: وقتت و ورخ
الكتاب، فإذا كانوا يفرون منها إذا كانت أصلية وجب ألا يزيدوا ما يفرون منه، فلما
بطل أن تزاد الواو في أول المضارع جعلوا في موضعها حرفا تبدل[3]منه و هي التاء
لأنها قد تبدل من الواو في مواضع منها: تجاه و تخمة[4]، و لم تجعل الهمزة بدلا من الواو و
إن كانت تبدل منها لأنا نحتاج إلى أن نبدلها مكان الألف، و هي أقرب إلى الألف منها
إلى الواو، و الألف لا يجوز أن تزاد أولا لأنها ساكنة، و الابتداء بالساكن لا
يجوز، فجعلت الهمزة بدلا من الألف لقربها منها، و بقيت الياء على أصلها[5]و احتجنا
إلى حرف رابع فكانت النون أولى من سائر الحروف لما ذكرناه من شبهها بحروف المد.
فإن قال قائل: فلم سكنتم الحرف الذي يلي حرف المضارعة في الأفعال
الثلاثية و حركتموه في الرباعية؟ قلتم: هو يضرب فسكّنتم الضاد و كانت متحركة في
ضرب، و قلتم: يدحرج فجئتم بالدال على أصلها؟
فالجواب في ذلك أنهم لو أبقوا الضاد على حركتها لتوالى أربع حركات
لوازم و هذا ليس في كلامهم، إلا أن تكون الكلمة محذوفة نحو: عليبط و هدبد
[4]جاء في اللسان:" و التخمة بالتحريك الذي
يصيبك من الطعام إذا استوخمته، تاؤه مبدلة من واو ..." (و خم).
[5]انظر الكافية 2/ 227 حيث يبين ابن الحاجب أن
دخول هذه الحروف على المضارع باعتبار معانيها يقول:
" ... تبين لمعاني حروف المضارعة ليعلم
أنها لا تكون للمضارعة إلا باعتبار معانيها ... فالهمزة للمتكلم وحده مذكرا كان أو
مؤنثا، و النون للمتكلم مع غيره ... و يقول الواحد المعظم أيضا نفعل، و فعلنا و هو
مجاز من الجمع ...، و التاء للمخاطب مذكرا كان أو مؤنثا، مفردا كان أو مثنى أو
مجموعا ... و الياء للغائب غيرهما، أي غير المؤنث و المؤنثين فيكون للأربعة
...".