و أما منطلق فالميم و النون فيه زائدتان لغير الإلحاق إلا أن الميم
تدخل لما ذكرناه، و النون قريبة من الطرف فكان حذف النون أولى فنقول في التصغير:
مطيلق، و إن عوضت قلت: مطيليق.
و اعلم أن ما كان من أسماء المؤنث على ثلاثة أحرف و ليست فيه علامة
التأنيث[1]فإنك
ترد إليه علامة التأنيث في التصغير كقولك في هند: هنيدة، و في قدر: قديرة[2]إلا ستة
أحرف فإن العرب تجيز حذف الهاء منها، و إنما وجب ردّ هاء التأنيث في التصغير؛ لأن
الاسم المؤنث حقه أن يكون لفظه زائدا على لفظ المذكر بعلامة ينفصل بها و التصغير
يرد الأشياء إلى أصولها فكرهوا ألا يردوا هاء التأنيث في التصغير، فيكون الاسم قد
خلا من علامة التأنيث في كل وجه مع خفة اللفظ فوجب أن يكون التصغير رادا لهاء
التأنيث، و أما إذا كان الاسم زائدا على ثلاثة أحرف لم تلحق علامة التانيث كقولك
في تصغير عقرب عقيرب، و إنما لم يلحقوه علامة التانيث؛ لأنه زاد حرفا على الثلاثي
و ليس يحتاج في بنائه إلى أكثر من ثلاثة أحرف.
فأما ما حصل من الأسماء على أكثر من ثلاثة أحرف فإن المراد به تكثير
الأبنية لأن الحاجة تدعو[3]إلى هذا البناء، و إذا كان الأمر
كذلك صار الحرف الزائد على الثلاثي عوضا من هاء التأنيث.
فأما الأسماء المؤنثة الثلاثية التي ذكرنا أن العرب تجيز حذف الهاء
منها فهي:
حرب، و درع الحديد، و قوس، و فرس، و الناب من الإبل، و عرس[4]، و إنما ساغ حذف الهاء من هذه الأسماء؛ لأن حربا كأنها مصدر حاربته[5]حربا، و
المصدر