responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العلل في النحو نویسنده : ابن وراق، محمد بن عبدالله    جلد : 1  صفحه : 146

الضرب و الأكل و ما أشبههما، و الجنس يدل على الواحد فما فوقه فلا معنى للتثنية و الجمع إلا أن تختلف أنواعه كقولك: ضربت زيدا ضربتين، إذا كان أحدهما شديدا و الآخر خفيفا، و على هذا قوله تعالى: وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا [الأحزاب: 33/ 10] [1] أي ظنونا مختلفة.

فإن قال قائل: هلّا غيرت أوائل الأفعال المستعارة نحو: مات زيد، و رخص السعر، لأن فاعلها لم يذكر؛ كما يغير أول الفعل إذا لم يسم فاعله نحو: ضرب زيد.؟

فالجواب في ذلك: أن أفعال الاستعارة ينبغي أن يكون ما ارتفع بها فاعلا؛ لأن المعنى قد علم و ذلك أن الموت و الرخص لا يصح أن يفعلهما غير اللّه تعالى عز و جل، و كذلك إذا قلت: سقط الحائط، لم يكن للحائط فعل في الحقيقة، و إنما الفعل في ذلك للّه تبارك و تعالى‌ [2]، و علم هذا غير خفي على أحد من الأمم، فلما أمن اللبس في هذه الأفعال لم يحتج إلى فاعل و أما قولك: ضرب زيد عمرا، فزيد فاعل للضرب و عمرو مفعول، و قد يتأتى من عمرو الضرب، فإن حذفت زيدا أقمت عمرا مقامه، فلو لم تغير الفعل لم يعلم أعمرو فاعل أم مفعول؟، فلهذا وجب تغيير الفعل.

باب ما لم يسمّ فاعله‌

إن قال قائل: لم وجب إذا حذف الفاعل أن يقام مقامه اسم مرفوع.؟

فالجواب في ذلك أن الفعل لا يخلو من فاعل، فلما حذف فاعله على الحقيقة استقبح أن يخلو من لفظ الفاعل فلهذا وجب أن يقيم مقام اسم الفاعل اسما مرفوعا، ألا ترى أنهم قالوا: مات زيد، و سقط الحائط فرفعوا هذه الأسماء و إن لم‌


[1] و الآية هي‌ إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَ مِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَ إِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا.

[2] في الأصل: تبرك و تعلى، على حذف الألف فيهما اختصارا و تخفيفا على عادتهم.

نام کتاب : العلل في النحو نویسنده : ابن وراق، محمد بن عبدالله    جلد : 1  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست