و لو كان في حكم الطرح لفظا لم يعتبر هو دون الثاني.
و ليس في حكم الطرح معنى إلا في بدل الغلط، و قولهم: إنّ المقصود
بالنسبة هو البدل دون المبدل منه ممنوع إلا في بدل الغلط، لأنّ المبدل منه في
الأبدال الثلاثة منسوب إليه في الظاهر، و لا بدّ أن يكون في ذكره فائدة لم تحصل لو
لم تذكر صونا لكلام الفصحاء عن اللغو، و لا سيّما كلامه تعالى و كلام نبيه (ص)،
فادّعاء كونه غير مقصود بالنسبة مع كونه منسوبا إليه في الظاهر و اشتماله على
فائدة يصحّ أن ينسب إليه لأجلها دعوى خلاف الظاهر، انتهى.
«في نحو: يا زيد الحارث، و جاء
الضارب الرجل زيد»،فالحارث في المثال الأوّل عطف بيان على زيد، و زيد في المثال الثاني
عطف بيان على الرجل، و لا يجوز أن يكونا بدلين، «لأنّالبدل في نيّة تكرار العامل»فلو جعلا بدلين كان التقدير يا
الحارث و جاء الضارب زيد. و الحال أن «ياالحارث»بالجمع بين أل و حرف النداء «الضارب زيد»بإضافة الصفة المحلّاة بأل إلى المجرّد منها «ممتنعان»، لأنّ أل و حرف النداء لا يجتمعان هنا، و الصفة المحلّاة بأل إلى
المجرّد منها ممتنعان، لأنّ أل و حرف النداء لا يجتمعان هنا، و الصفة المحلّاة بأل
لا تضاف إلا إلى المعرّف بها، و أجاز الفرّاء إضافة الصفة المذكورة إلى جميع
المعارف، فلا يمتنع عنده جعل زيد بدلا من الرّجل.
فائدة:قال الأعلم في شرح الجمل: الدليل على أنّ البدل في نية تكرار العامل
ثلاثة أدّلة: شرعيّ و لغويّ و قياسيّ. فالشرعيّ في قوله تعالى:اتَّبِعُوا
الْمُرْسَلِينَ* اتَّبِعُوا [يس/ 21 و 20]، وقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ
لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ [الأعراف/ 75]، و اللغويّ قول الشاعر [من الوافر]:
و القياسيّ نحو: يا أخانا زيد، إذ لو كان في غير نيّة النداء لقال: يا
أخانا زيدا.
تنبيهات:الأوّل:هذه العلّة و هي كون البدل في نية تكرار العامل تجرى في مسائل أخر،
فتمتنع البدليّة، و يتعيّن عطف البيان، و لذلك قال المصنّف في نحو: يا زيد الحارث.
[1] - هو للأخطل. اللغة: هوازن: أبو قبيلة، و هو
هوازن بن منصور بن عكرمة، الأغضب: المكسور القرن.
[2] - هما ليزيد بن عمرو بن الصعق أو لأبي المهوش
الأسدي. اللغة: البجاد: كساء مخطّط (ج) بجد.
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 568