responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 567

في الكلام، و هنا لا بدّ منه لاشتماله على ضمير رابط للجملة الواقعة خبرا لهند، إذ الجملة الواقعة خبرا لا بدّ لها من رابط يربطها بالمخبر عنه كما سيأتي، و الرابط هنا هو الضمير المضاف إليه الأخ الّذي هو متبوع زيد، و لو أسقط لم يصحّ، فوجب أن يكون أخوها عطف بيان لا بدلا.

تنبيه: قضية قوله إنّ المبدل منه مستغنى عنه أنّه في حكم المطروح لفظا و معنى، و هو مذهب المازنيّ، حكى عنه أنّه كان يقول: إذا أبدلت من الشي‌ء فقد طرحته من لفظيّ، و لهذا جعل الزمخشري: أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ‌ عطف بيان على الضمير في‌ بِهِ‌ من قوله تعالى: ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ‌ [المائدة/ 117]، أي‌ اعْبُدُوا اللَّهَ‌ [1]قال في المغني: و إنّما لم يجعله بدلا توهّما منه أنّ ذلك يخلّ بعائد الموصول، لأنّ المبدل منه في قوة الساقط، فتبقي الصلة بلا عائد، و العائد موجود حسّا، فلا مانع، انتهى.

و الحقّ أنّ المبدل منه ليس في حكم الطرح لا لفظا و لا معنى إلا في بدل الغلط، كما سنبيّنه من كلام الرضيّ، فعلى هذا لا مانع من جعل زيد في مثال المصنّف بدلا من أخوها. و قد هدي الزمخشريّ في المفصّل إلى الحقّ في المسألة، فقال و قولهم: إنّ البدل في حكم تنحية الأوّل إيذان منهم باستقلاله بنفسه و مفارقته التأكيد و الصفة في كونهما تتمتين لما يتبعانه لا أن يعنوا إهدار الأوّل و إطراحه، ألا تراك تقول: زيد رأيت غلامه رجلا صالحا، فلو ذهبت تهدر الأوّل لم يسدّ كلامك، انتهى كلامه‌ [2]

و مثاله هذا نظير مثال المصنّف، و في الارتشاف عن الفارسيّ أنّ معنى قولهم: إنّ المبدل في نيّة الطرح أنّه يقدّر له عامل من جنس الأوّل يعمل به، لا إنّ الأوّل مطروح ألبتّة، لأنّ في كلام العرب ما يبطل ذلك، كزيد ضربته إيّاه، فلو طرح الضمير لم يبق ما يربط الجملة بالابتداء.

و قال الرضيّ- عليه من اللّه الرضا- لا كلام في أنّ المبدل ليس في حكم الطرح لفظا لوجوب عود الضمير إليه في بدل البعض و الاشتمال، و في بدل الكلّ أيضا، إذا كان المبدل منه ضميرا [3]لا يستغنى عنه، نحو: ضربت الّذي مررت به أخيك، أو ملتبسا بضمير كذلك، نحو: الّذي ضربت أخاه زيدا كريم، و قد يعتبر الأوّل في اللفظ دون الثاني، قال [من الكامل‌]:

598- و كأنّه لهق السراة كأنّه‌

ما حاجبيه معيّن بسواد [4]


[1] - سقط من عطف بيان إلى هنا في «ح».

[2] - الزمخشري، المفصل في صنعة الإعراب، الطبعة الأولى، بيروت، دار لكتب العلمية، 1420 ه. ص 155.

[3] - سقط ضميرا في «ح».

[4] - هو للأعشي. اللغة: اللهق: البياض، السراة: أعلى الشي‌ء. و ثور الوحش يوصف بأنّه لهق السراة.

نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 567
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست