responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في رحاب الايمان نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 200

اننا تحت نظر الله جل وعلا اينما كنا، وهو يشاهدنا، ويراقبنا، بل هو معنا اينما كنا: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ (الحديد/ 4)، ولكننا نحن البعيدون عنه، لاننا نفتقر الى ذلك الاتصال الروحي، وهذه هي المفارقة؛ فالاله قريب، وهو يجيب دعوة الداعي اذا دعاه، ولكن النقص فينا لبعدنا، وغفلتنا، واحتجابنا.

فلكي نرى الحقائق فاننا بحاجة الى النور الذي يوصلنا اليه تعالى فالحقائق قريبة منا ولكننا نحن المحجوبون عن رؤيتها، وتحسسها، ومن الظلم الذاتي ان نعيش عشرات السنين في بعد وجهل لحقيقة النفس، وحقائق الايات الالهية المتناثرة في هذا الكون الرحيب، وفي هذه الحالة سنصبح في ضلال وتيه عن الحقيقة العظمى المرتفعة فوق كل الحقائق الا وهي حقيقة الرب المتعالي.

انه من الظلم بالنفس حقا ان نكون في بعد عن الحقائق وربها في حين لا يعوزنا الا ضغطة بسيطة على زر صغير لينبلج نور الصباح فنرى من خلاله كل شيء، وندخل عالم الاسرار الذي نجهله، ونلمس كل صغيرة وكبيرة من الحقائق، وهذه الضغطة على مفتاح النور تتمثل في الارادة والعزم اللذين من شأنهما ان يرفعا الانسان من أسفل سافلين الى الدرجات العلى، وأعلى عليين، فلكي يخرج الانسان نفسه من عمق الحالة السلبية الى علو الحالة الايجابية فانه بحاجة الى عزمة واحدة.

وعلى هذا فاننا بحاجة ماسة الى ان نخلق في انفسنا الهمة، والعزيمة للولوج في عالم الحقائق، فالى متى نبقى بعيدين وغرباء عنه، والى متى نبقى في حالة فرار من هذا العالم النيّر الوهاج الذي يدعونا البارىء تعالى الى الدخول فيه،

نام کتاب : في رحاب الايمان نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست